كتب - محرر الوراق
تحدثت الموسوعة العربية العالمية (7 - 12) بحديث مهم عن التعصب ننقله للقارئ الكريم هنا لصلته المباشرة بموضوعات الصفحة والحديث كما جاء في الموسوعة:
التَّعصب: تشكيل رأي ما دون أخذ وقت كاف أو عناية للحكم عليه بإنصاف، وقد يكون هذا الرأي إيجابيًا أو سلبيًا، ويتمُّ اعتناقه دون اعتبار للدَّلائل المتاحة، ونعني بالتعصب في هذا المقال، الرأي السَّلبي المُعْتَنَق بهذه الطريقة تجاه أفراد ينتمون إلى مجموعة اجتماعية معينة. وينحو الأفراد المتعصِّبون إلى تحريف وتشويه وإساءة تفسير، بل وتجاهل الوقائع التي تتعارض مع آرائهم المحددة سلفًا، فقد يعتقد الشخص المتعصِّب مثلاً بأن جميع الأفراد المنتمين إلى سن معينة أو أصل قومي أو عرق أو دين أو جنس أو منطقة في بلد ما، كسالى، أو عنيفون أو أغبياء أو غير مستقرين عاطفيًا أو جشعون.
وبسبب التَّعصب حُرم ملايين النَّاس من تكافؤ الفرص في العمل والسَّكن والتَّعليم والمشاركة في الحكم.
ويمكن أن تسهم عدة عناصر في التَّعصب. وتشمل هذه العناصر: 1- التنافس، 2- الأفكار الدِّينية، 3- الخوف من الغرباء، 4- التشدد في القومية. وقد ينشأ التَّعصب عندما تخشى مجموعة ما أن يحرمها تنافس مجموعة أخرى، من الهيبة والمزايا والقوة السِّياسية، أو الفرص الاقتصادية، وقد أسهمت الأفكار الدِّينيَّة وخاصة عدم التَّسامح مع الدِّيانات غير الدِّيانة التي يعتنقها المرء في التعصب ضد مجموعات عرقية أو دينية معينة. ويرى بعض الباحثين أن التّعصب ينشأ عن الخوف الطبيعي من الغرباء. وقد يؤدي التشدد في القومية إلى نشوء التعصب عن طريق تشجيع الناس على اعتبار الصفات الأجنبية متدنية.
وقد ينتقل التعصب من جيل إلى جيل. إذ يتعلم الكثير من الأبناء التعصب من آبائهم وأساتذتهم. وتُبقي المؤسسات والقوانين والعادات التي تنطوي على تمييز إزاء مجموعات معينة من الناس، على التعصب. بيد أنه لا يتقبل جميع النَّاس مشاعر التعصب التي تكنُّها مجتمعاتهم. وقد أدرك علماء الاجتماع احتمال أن يكون بعض الناس أكثر تعصبًا من أناس آخرين. ويعتمد هذا الاختلاف على التباينات في خلفية الفرد نفسه وتجاربه.
وقد يساعد التعلم وبعض أنماط الاتصال بين المجموعات وتغيير المؤسسات في التقليل من حدة التعصب إذ يساعد التَّعليم على تصحيح التعميمات الخاطئة التي تشكل أساس التعصب. ويرجح أن يؤدي الاتصال بين المجموعات إلى التقليل من حدة التعصب إلى حد كبير عندما تعمل المجموعات معًا لنصرة قضية مشتركة. هذا بالإضافة إلى أن إحداث تغييرات في المؤسسات والقوانين والعادات، للتَّخفيف من حدة التمييز، قد يؤدي إلى إزالة شيء من التَّعصب.