أنقرة - (ا. ف. ب)
بعد أكثر من عام من بدء عمليات عسكرية عبر الحدود في شمال العراق، لا تزال تركيا مصممة على (تطهير) المنطقة من متمردي حزب العمال الكردستاني الذين لا يزالون متحصنين فيها.
وقال المتحدث باسم الجيش التركي الجنرال متين غوراك للصحافيين (لم يعد شمال العراق معقلاً للإرهابيين).
وأضاف أنه بفضل الغارات الجوية فإن الحركة الانفصالية الكردية التركية حزب العمال الكردستاني (تكبّدت خسائر مهمة) كما أن عدد المتمردين (الفارين) من معسكراتهم في ازدياد.
وتابع (إن وسائلهم اللوجستية تضرّرت بشكل كبير وسجلت انشقاقات في قيادات) المنظمة وذلك دون أن يقدّم حصيلة للخسائر في صفوف المتمردين الأكراد. وتشير تقديرات إلى فقدانه عدة مئات من المقاتلين.
ورداً على أسئلة وكالة فرانس برس أكَّد مصدر حكومي طلب عدم كشف هويته أن أنقرة تسعى إلى (تطهير) شمال العراق من وجود حزب العمال الكردستاني. وقال (ليس من الواقعي الحديث عن القضاء عليهم جميعاً لكننا نعرف أن هذه الغارات تضرب معنوياتهم بشدة).
وشكلت زيارة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الأربعاء لتركيا مناسبة للبلدين الجارين للتعبير عن رغبتهما في التعاون ضد المتمردين الأكراد الأتراك الذين يملكون قواعد خلفية في كردستان العراق المنطقة التي تتمتع بحكم ذاتي ويديرها أكراد العراق.
وتجاهلت تركيا لفترة طويلة أكراد العراق واتهمتهم بغض الطرف عن تحركات حزب العمال الكردستاني.
غير أنها غيّرت سياستها منذ بداية العام 2008م خصوصاً بسبب ضغوط الأميركيين الذين اجتاحوا العراق في 2003م والذين يشكل أكراد العراق أفضل حلفائهم فيه.
وأرسلت تركيا عدة مبعوثين إلى رئيس منطقة كردستان العراق مسعود بارزاني تعبيراً عن الاعتراف به كمخاطب من أجل تسوية مشكلة حزب العمال.
وبحسب أنقرة يتمركز نحو ثلاثة آلاف متمرد في جبال شمال العراق ويتسلّلون من هناك إلى الأراضي التركية لتنفيذ هجمات.
ومنح البرلمان التركي في تشرين الأول - أكتوبر 2007م الحكومة موافقته على تنفيذ عمليات في العراق وبدأت العمليات الجوية بعد شهرين من ذلك ضد مواقع حزب العمال خصوصاً في جبال قنديل أحد أبرز معاقلهم. كما نفذ الجيش التركي توغلاً برياً لعدة أيام في شمال العراق في شباط - فبراير 2008م.
وتعارض الولايات المتحدة تنفيذ عمليات عسكرية تركية واسعة النطاق في المنطقة التي تعد الأهدأ في العراق. غير أن حكومة الولايات المتحدة التي تعتبر تماماً مثل الاتحاد الأوروبي حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية، لا يمكنها البقاء مكتوفة الأيدي إزاءه.