القتل بدم بارد.. والإبادة الجماعية.. واللامبالاة الدولية التي تصل إلى حد إعطاء الإذن للقتلة بتنفيذ مجزرة بشرية لا يسمح بالقيام بها حتى ضد الحيوانات!
الإسرائيليون ينفذون المجازر والعالم يتفرج.. الإسرائيليون الذين حاصروا غزة حتى أوصلوا أهلها إلى حافة الجوع، وتسببوا في وفاة عشرات المرضى الذين عجزوا عن تأمين الدواء؛ فانتقلوا إلى الرفيق الأعلى يشكون ظلم الإنسان.. هؤلاء القتلة من الإسرائيليين الذين يزعمون أنهم يدافعون عن (حق) إسرائيل في البقاء، وهم في الواقع يعاندون طبيعة الحياة، وشرعية البقاء؛ فالحق الذي يدعيه الإسرائيليون، ويناصرهم في ذلك الأمريكيون ونفر كبير من الغربيين، إنما هو فرض الاحتلال واستعباد البشر.
وإذا كان الإسرائيليون يرتكبون المجازر والقتل الجماعي بإصرار وتخطيط مسبق وتنسيق مع قوى الاستكبار التي تمنح كل الأضواء، الخضراء والزهرية والزرقاء للقتلة دفاعاً عن النفس..!! وأي نفس تلك التي تستهدفها صواريخ حماس التي لا تصيب سوى المنازل الخالية والمعسكرات الفارغة، ومقابل هذه المباني الخربة يقتل الإسرائيليون مئة وأربعين فلسطينياً في الساعة الأولى من غاراتهم الوحشية على أهل غزة، والرقم مرشح للارتفاع، وقد يتجاوز أرقام المجازر الإسرائيلية السابقة.
ساعة واحدة تسقط كل هذه الحصيلة من أبناء غزة ضمَّت الأطفال والنساء والشيوخ؛ فقذائف وصواريخ طائرات الأف 16 الإسرائيلية التي زودت بها أمريكا المجرمين الإسرائيليين لا تفرق بين مقاتل فلسطيني من حماس أو من فتح أو من الفصائل الأخرى وبين امرأة وطفل وشيخ عجوز؛ فالموت الذي يرسله الإسرائيليون لفلسطين لا يستثني أحداً؛ فكل مَن على أرض غزة مهدَّد، وكل مَن يعيش في قطاع غزة مشروع شهيد، في ظل تنامي الاستكبار الدولي الذي أوكل للإسرائيليين مهمة إبادة أهل فلسطين، فيما العالم جميعه يتفرج؛ بعضهم يتابع ما يجري بلا مبالاة، وبعضهم الآخر يكتفي بالمشاعر الطيبة مع الضحايا. أما نحن العرب والمسلمين الذين نعتبر القضية الفلسطينية قضيتنا المركزية فلا نملك لهم غير الدعاء.. الدعاء بأن ينصر الله المستضعفين، وأن يذل الله المستكبرين، وليس هذا على الله ببعيد.
اللهم انصر الفلسطينيين ونجِّهم في محنتهم، وأذل اللهم المجرمين صناع الحروب ومرتكبي المجازر والويلات.
jaser@al-jazirah.com.sa