صرفنا حوالي ثلاثمائة وخمسة وخمسين يوماً، فيها حوالي ثمانية آلاف وخمسمائة ساعة من أعمارنا وبدأنا نستعد لاستقبال عام هجري جديد ونصرف فيه نفس الكمية من الأيام والساعات فكيف كان عملنا وتعاملنا في العام الذي شارف على المغادرة ولن يعود لنا إلا في اليوم الموعود لتكون كل لحظات أيامه ولياليه شهوداً لنا أو علينا؟ وكيف سيكون استقبالنا (للعام الجديد)؟ وماذا أعددنا له؟ |
أسئلة متناثرة لا يفضلها أغلب الوسط الرياضي المشغول إلى شوشته خلف كرة القدم وخلف نجومها وخلف البهرجة التي تزول بزوال الأثر، والمفترض التوقف ولو للحظة واحدة نستعيد فيها أنفاسنا من هذا اللاهاث خلف منافسات نحن عنها زائلون ونستعيد تصفح عامنا المنصرم ونحاول مع الذاكرة المثقوبة نبش بعض الأوراق الفاضية والمليانة التي قذفناها في مساراتنا وحاولنا من خلالها كسب مساحات من نجاح قد يكون في سياق نزيه وشريف وهذا لا عتب فيه وحق مشروع لكل الشرفاء والأنقياء وقد يكون خارجا عن النص وبأساليب ملتوية وطرق متعرجة ووسائل مائلة كل الميل وعندها يجب التوقف كثيرا فهناك حسابات سرية وحاسمة هناك في المكان الذي يحدد كل الاتجاهات ويحدد كل شيء بميزان العدالة ولا شيء سواها يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. |
ضيقت صدور وسطنا الرياضي الكريم وقراء هذا المقال الأفاضل لكن أرجو أن يكون تبريري منطقيا حيث يدور فكرنا الرياضي على مدار العام في فلك ألوان الأندية وفي سماء نجوم تخفت وتبرق حسب الأحوال الجوية ولكن مقدمة مقالي همسة ليس إلا للأحبة في وسطنا الرياضي مع ملامح توديع عام هجري جديد واستعدادانا لاستقبال عام هجري جديد لعلنا نصحح مساراتنا ونتثبت في تحركاتنا ونأخذ من أيامنا ونرد العطية على طريقة دائم السيف (خالد الفيصل) ومع هذا فدعونا نعود لواقع سنة هجرية عدت كلمح البصر كانت حافلة بالأعمال الجليلة لمن طهر الله قلبه من براثن يأس هذه الحياة الزائفة ومليئة بالأحداث الرياضية التي تستحق التوقف عندها لكي تكون حافزا ووقودا لأنديتنا ومنتخباتنا الرياضية في عامنا الهجري الجديد. |
بطولات الموسم الرياضي الماضي رصدها لنا الزميل المهني الحريف عبدالله المالكي ونشرها هنا في (الجزيرة) ووضح تفوق الهلال وتمسكه بصولجان الزعامة بكل مناحيها وجاء الاتحاد وصيفاً له في قائمة مشهد المنجز الرياضي المحلي بينما غابت أندية عريقة واحتلت مراكز متأخرة للغاية، أندية العاصمة توزعت بينها ألقاب الموسم الكروي بفوز الهلال ببطولة الدوري وبطولة كأس ولي العهد، بينما فاز الشباب ببطولة الأبطال على كأس خادم الحرمين الشريفين في نسختها الأولى وعاد النصر لمنصات التتويج بفوزه بكأس الأمير فيصل بن فهد وفشلت أنديتنا في مشاركاتها الخارجية عدا الأهلي الذي حفظ للأندية السعودية ماء الوجه وحقق بطولة الخليج في نسختها الأخيرة الشهر الماضي، ومن أراد الوقوف على محصلة الموسم الماضي فما عليه إلا الرجوع للوثيقة الإحصائية الدقيقة التي أتحفنا بها الزميل عبدالله المالكي وهي وثيقة مسكتة فعلا. |
عام هجري جديد وترقب وحالة طوارئ قصوى للأندية السعودية التي تستعد لبطولة قارة آسيا في نسختها الجديدة وكل تفكير الأندية الأربعة منصب على الفوز بهذه البطولة التي تعتبر الممر الوحيد نحو مونديال كأس العالم للأندية وهي بطولة يشارك فيها الهلال والاتحاد والشباب والاتفاق وتبدو طموحات ثنائي المال (الهلال والاتحاد) هي الأقوى من خلال تحضير طويل المدى ومن خلال الصفقات المتوقع إعلانها هذه الأيام. |
أما على مستويات المنتخبات السعودية فقد تعثرت كل المنتخبات السنية خلال عامنا الهجري المنصرم وتساقطت كأوراق الخريف وكانت النتائج باهتة وأشبعها النقاد والمحللون تفنيدا ولا نزيد على ذلك، أما منتخبنا الكروي الأول فقد حاصرته الظروف وضعفت من حظوظه في التأهل لنهائيات كأس العالم 2010 للمرة الخامسة على التوالي لأسباب واضحة تتركز في سوء التحضير لبداية التصفيات وسوء اختيار الجوهر للعناصر في مواجهة كوريا الجنوبية عندما اعتمد على المصابين والبدلاء في الأندية وزاد من ذلك سوء حظنا مع التحكيم الذي أجبرنا على التعادل مع إيران ثم الخسارة على أرضنا وبين جمهورنا أمام كوريا الجنوبية، ومع هذا فسيكون العام الهجري الجديد فأل خير -إن شاء الله- وسنحقق بطولة كأس الخليج وسنرفع حظوظنا آسيويا بالفوز على كوريا الشمالية ثم التعادل مع كوريا وإيران خارجيا والفوز على أرضنا وانتزاع بطاقة الترشح إن شاء الله تعالى. |
بقية نتائجنا في الألعاب المختلفة تأرجحت بين الفشل والنجاح وننتظر حضورا سعوديا مشرفا لاتحاداتنا الرياضية في عامنا الهجري الجديد لعلهم يمسحون شيئاً من إخفاق بكين، وما علينا إلا الانتظار على طريقة (تفاءلوا بالخير تجدوه). |
|
* مهما حقق الهلال من بطولات محلية فالهدف الرئيسي للأمواج الزرقاء بطولة أندية آسيا والمشاركة في مونديال أندية العالم. |
* سيكون العام الهجري الجديد اتحادي الملامح شريطة التخلص من مناوشات صحافته المحمومة التي تقيم الوضع بالقطعة ولا تمنح الإدارة والجهاز الفني العمل لموسم كامل. |
* قال رجل من السلف: لا اله إلا الله عدد ما كان، وعدد ما يكون، وعدد الحركات والسكون وبعد مرور سنة كاملة قالها مرة أخرى فقالت الملائكة إننا لم ننته من كتابة حسنات السنة الماضية. |
* يقول الشافعي -رحمه الله-: |
نعيب زماننا والعيب فينا |
وما لزماننا عيب سوانا |
ونهجو ذا الزمان بغير ذنب |
ولو نطق الزمان لنا هجانا |
وليس الذئب يأكل لحم ذئب |
ويأكل بعضنا بعض عيانا |
|
الدهر يومان ذا أمن وذا خطر والعيش عيشان ذا صفو وذا كدر |
للتواصل: |
|