Al Jazirah NewsPaper Saturday  27/12/2008 G Issue 13239
السبت 29 ذو الحجة 1429   العدد  13239
العالم يتفهم ذبح الفلسطينيين

ظل قطاع غزة تحت الحصار الإسرائيلي الظالم الذي شارك في إنجاحه وإتمام حلقاته وأركانه القوى الاقليمية والدولية منذ انقلاب حماس على سلطة رام الله، وأدى ذلك الحصار الذي فاق في ظلمه وما أفرزه من مآس كل ما سبقه من حصارات دولية وإقليمية من حصار كوبا إلى حصارات الجدار الحديدي إبان الحكم الشيوعي لدول أوروبا الشرقية. فإغلاق الحدود وحصر تلك الدول في نطاق أراضيها الوطنية ومنع الدخول والخروج منها إلا بأذونات وشروط لم ينتج كل ما تابعناه من مآس وآلام لأهل قطاع غزة الذين سجنوا داخل حدود القطاع، ومنع مرضاهم من تلقي العلاج وتقلصت لديهم كميات الغذاء، وأخذوا يتساقطون موتى بأسباب المرض والجوع ورصاص الاحتلال، ومع هذا لم يحرك أحد ساكناً، لا أشقاء الفلسطينيين من عرب الجوار ولا إخوانهم في الإنسانية من الأسرة الدولية. وظل العالم بغربه وشرقه، مسلمين وعربا ومسيحيين، يتفرج على قتلى الفلسطينيين وموت أهل غزة بسبب المرض والجوع.. ولا يزال الوضع على حاله؛ حصار، وموت، وجوع، يقابله تحدٍّ تترجمه زخات من الصواريخ والقذائف نحو أهداف من أقفلوا الحدود والمعابر في وجه مرضاهم وجياعهم..!!

تغاضي المجتمع الدولي عن جرائم إسرائيل وعدم التحرك لرفع الحصار الظالم على أهل غزة يأتي (تفهماً) لحاجة اسرائيل إلى الدفاع عن نفسها..!! وهكذا ظلت القوات الإسرائيلية تحكم غلق المعابر وتضع أهل غزة جميعاً في معتقل كبير.

وتفهم المجتمع الدولي ل(حق إسرائيل) في تجويع وسجن الفلسطينيين دفاعاً عن حقها في البقاء) جاء بعد حملة إعلامية ودبلوماسية قادتها إسرائيل وروجت لها وساندتها في ذلك الدول الغربية جميعاً وعلى رأسها أمريكا. والآن تنفذ الدبلوماسية الإسرائيلية وبمساندة الأمريكيين والغربيين حملة دبلوماسية مكثفة لتبرير إقدام إسرائيل على اجتياح قطاع غزة وتنفيذ عدد من عمليات الاغتيال واستهداف قادة حركة حماس وكل من يعارض فرض الحصار على قطاع غزة حتى إسقاط حكم حماس.

هذه الحملة الدبلوماسية التي تستهدف إقناع الغربيين ومن ثم فرض الرؤية الإسرائيلية على المجتمع الدولي حتى يتفهم حاجة إسرائيل للدفاع عن حقها في وقف قصفها من قبل صواريخ حماس التي تطلق على البلدات الإسرائيلية الجنوبية.. بعضها يصيب المنازل وبعضها لا يصنع سوى رعب صوتي، ومع هذا فإن الإسرائيليين يريدون إسكات هذه الصواريخ حتى لو أدى ذلك إلى قتل أهل الغزة الذين صمدوا أمام الحصار والموت جوعاً.

الاستعدادات الإسرائيلية لارتكاب جريمة اجتياح قطاع غزة قائمة على قدم وساق، فالمجتمع الدولي أعطى الإذن لمتوحشي العصر.. جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي للإجهاز على جوعى أهل غزة ومرضاهم بقتلهم بالدبابات والطائرات بعد أن عجزوا عن كسر إرادتهم بالحصار.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد