Al Jazirah NewsPaper Friday  26/12/2008 G Issue 13238
الجمعة 28 ذو الحجة 1429   العدد  13238
الصوت والصدى

من طرائف الأدب وهي من دلائل أن الشعر أصبح لعبة بيد الكثير من الدخلاء عليه أن أحد المبتدئين في نظم القصائد التي ليس لها نصيب من الشعر إلا الاسم فقط عندما سُئل عن مكانته الشعرية وهل أصبح شاعراً يستحق هذه الكلمة فقال انه كذلك وهو من كبار الشعراء كما لقب نفسه، وأنه أفضل من فلان وفلان من الشعراء، حتى أنه استرسل بالحديث وذكر أنه يفكر في إصدار ديوان شعري يضم مجموعة من قصائده التي يزعم أنها قصائد تستحق أن تكون كذلك، يتبجح بكلامه ويصرح به بلا خجل مصدقاً بنفسه حتى وصل إلى مسألة الإعجاب والغرور، ومما زاده تمادياً وغروراً أولئك الذين سمحوا له بالحديث وطبلوا له وأوهموه أنه وصل لمرحلة جعلته شاعراً يشار إليه بالبنان، ولهذا وأمثاله اقول: انتبه لنفسك ولا تعطها أكثر من حقها وأدر ظهرك لمن مدحوك وأوصلوك للنجوم وأنت خلاف ذلك ممن أضروك بكلامهم ومدحهم من الذين لا يعلمون من الأدب شيئاً سوى كلمات تتردد على مسامعهم بدون أن يفهموا أو يعرفوا معانيها، وإن لم تفعل ستخسر كثيراً، وستجد نفسك صفرا، ورحم الله امرأ عرف قدر نفسه، وخذ بنصيحة من يحب لك الخير ويريد لك حقاً الوصول إلى أعلى المراتب شعراً وفي كل شؤونك ممن يسدون لك النصائح والتوجيهات ويدلونك على طريق النجاة في هذه الحياة.

وهذا آخر يوجه نقده لشعراء عُرفوا بجزالة الشعر وقوته ويتهمهم بالقصور وعدم الفهم وأنهم أعطوا أكثر من حقهم إما جهلاً أو حقداً وهو من عامة الناس المفلسين الذي يردد كلمة شاعر وهو لا يعرف معناها ولا من يستحقها اللهم انه سمع ذلك من البعض وأخذ يردده كإمعة تابع للآخرين وما يحكون به وكأنه صدى لهم، وعندما يسأل عن الشعر وأهله يتضح أنه ليس لديه إجابة، لأن فاقد الشيء لا يعطيه، ويا ليت الشعر ومحبيه يتخلصون من هذه الشرذمة التي تسيء للأدب عامة، وإن كان ذلك من الصعوبة بمكان لأننا لا نستطيع التحكم بعقول البشر ولا بمستوى تفكيرهم وتصرفاتهم، ولكن نحاول جاهدين كتابة وقولا عبر وسائل الإعلام، وفي المجالس التحذير منهم، مع النصح لهم بالكلمة الطيبة، وهذا السبيل الأمثل.

صالح بن عبدالله الزرير التميمي
الرس ص.ب: 1200


abuabdulh58@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد