من طرائف الأدب وهي من دلائل أن الشعر أصبح لعبة بيد الكثير من الدخلاء عليه أن أحد المبتدئين في نظم القصائد التي ليس لها نصيب من الشعر إلا الاسم فقط عندما سُئل عن مكانته الشعرية وهل أصبح شاعراً يستحق هذه الكلمة فقال انه كذلك وهو من كبار الشعراء كما لقب نفسه، وأنه أفضل من فلان وفلان من الشعراء، حتى أنه استرسل بالحديث وذكر أنه يفكر في إصدار ديوان شعري يضم مجموعة من قصائده التي يزعم أنها قصائد تستحق أن تكون كذلك، يتبجح بكلامه ويصرح به بلا خجل مصدقاً بنفسه حتى وصل إلى مسألة الإعجاب والغرور، ومما زاده تمادياً وغروراً أولئك الذين سمحوا له بالحديث وطبلوا له وأوهموه أنه وصل لمرحلة جعلته شاعراً يشار إليه بالبنان، ولهذا وأمثاله اقول: انتبه لنفسك ولا تعطها أكثر من حقها وأدر ظهرك لمن مدحوك وأوصلوك للنجوم وأنت خلاف ذلك ممن أضروك بكلامهم ومدحهم من الذين لا يعلمون من الأدب شيئاً سوى كلمات تتردد على مسامعهم بدون أن يفهموا أو يعرفوا معانيها، وإن لم تفعل ستخسر كثيراً، وستجد نفسك صفرا، ورحم الله امرأ عرف قدر نفسه، وخذ بنصيحة من يحب لك الخير ويريد لك حقاً الوصول إلى أعلى المراتب شعراً وفي كل شؤونك ممن يسدون لك النصائح والتوجيهات ويدلونك على طريق النجاة في هذه الحياة.
وهذا آخر يوجه نقده لشعراء عُرفوا بجزالة الشعر وقوته ويتهمهم بالقصور وعدم الفهم وأنهم أعطوا أكثر من حقهم إما جهلاً أو حقداً وهو من عامة الناس المفلسين الذي يردد كلمة شاعر وهو لا يعرف معناها ولا من يستحقها اللهم انه سمع ذلك من البعض وأخذ يردده كإمعة تابع للآخرين وما يحكون به وكأنه صدى لهم، وعندما يسأل عن الشعر وأهله يتضح أنه ليس لديه إجابة، لأن فاقد الشيء لا يعطيه، ويا ليت الشعر ومحبيه يتخلصون من هذه الشرذمة التي تسيء للأدب عامة، وإن كان ذلك من الصعوبة بمكان لأننا لا نستطيع التحكم بعقول البشر ولا بمستوى تفكيرهم وتصرفاتهم، ولكن نحاول جاهدين كتابة وقولا عبر وسائل الإعلام، وفي المجالس التحذير منهم، مع النصح لهم بالكلمة الطيبة، وهذا السبيل الأمثل.
صالح بن عبدالله الزرير التميمي
الرس ص.ب: 1200
abuabdulh58@hotmail.com