التهديدات الإسرائيلية بل والاستعدادات التي أعقبت قصف حماس للبلدات الإسرائيلية بالصواريخ، تعيد بوصلة الأحداث من جديد إلى اتجاه العنف والمواجهة اللا متكافئة، التي يذهب ضحيتها في المقام الأول المدنيون الأبرياء من الجانب الفلسطيني، حيث وكما فيما سبق من مواجهات تندفع إسرائيل بكل قوتها العسكرية الجبارة كأنها تستعد لاجتياح دولة مستقلة وليس ثلة من المقاتلين الحاملين للسلاح الفردي، فتسرف بالقتل والتنكيل في الأبرياء انطلاقاً من زاوية العقاب الجماعي، والضرب بيد من حديد على كل ما هو مقاوم سواء كان حمساويا أو فتحاويا أو مدنيا اعزل.
الآن ورياح الهجوم تستعد للانطلاق باتجاه القطاع والعسكر الإسرائيلي يحشد قواته لذلك فإن الضمير العالمي والإنساني يقف أمام المساءلة القانونية والبشرية لاجل كبح جماح إسرائيل عن القيام بهذا الهجوم أو الرد القاسي الذي توعد به ايهود باراك, فان تعذر منع هذا الطيش وهو ما يبدو جلياً وواضحاَ فإن إلزام إسرائيل بتحييد المدنيين عن ساحة الاستهداف هو اقل ما يمكن فعله, فالإسرائيليون عندما يشنون الهجمات ضد حركة حماس تقول لهم عقلياتهم إن جميع الفلسطينيين هم حماس وان استهداف المدنيين قد يرفع من درجة التذمر والحنق ضد الحركة وهي حسابات وتكتيكات سوداء يدفع ضريبتها المواطن الفلسطيني الأعزل.
إن العالم الإنساني أجمع أضحى بحاجة ماسة إلى وقفة صادقة مع الذات يتجلى من خلالها موقف سياسي شجاع يدفع نير الاستعباد والاضطهاد الإسرائيلي عن شعب عانى الأمرين من التنازعات السياسية الداخلية بين أطياف واقعه المتمذهب ومن بطش محتله الجلاد، وهذا ما يقودنا أيضاً إلى القول إن فصائل المقاومة الفلسطينية مطالبة هي أيضاً بقياس درجة القدرة والرد في تعاملها مع العدو الإسرائيلي التي أثبتت كثير من التجارب أنها قد انجرفت إلى مواجهات معه غير متكافئة كانت نتيجتها تكبد الخسائر وإزهاق الكثير من الأرواح.
***
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244