في إحدى الإدارات تكالبت ملاحظات وشكاوى العملاء والموظفين على سكرتير المدير العام في تلك الإدارة وذلك جراء قرارات المدير التعسفية, فحاول السكرتير ناصحاً التحاور مع المدير في هذا الشأن، لكن المدير بشخصيته الدكتاتورية قطع حبل التواصل والتحاور البناء, وقال بعبارته: (لا تضيع وقتي ووقتك يا بني بالحديث), عاد السكرتير لمكتبه والكآبة تعلو وجهه.
مضت الأيام تلو الأيام والمدير مستمر بإصدار قراراته, غير مبالِ برأي موظفيه وما هي إلا شهور حتى لاحظ المدير بأن المؤسسة في تراجع بالإضافة إلى تفشي التجاوزات والخلافات بين الموظفين, فقرر المدير عقد اجتماع عاجل استفتحه بقراراته المعهودة وختمه بما سنته عقليته المتحجرة من عقوبات صارمة.
وفي اليوم التالي وكالعادة دخل المدير مكتبه فتفاجئ بمجموعة من الخطابات تشير بمجملها بأن مجموعة من الموظفين يطلبون الاستقالة من العمل, فما هي إلا دقائق حتى انهار المدير نفسياً ونقل للمستشفى لتلاقي العلاج فظل أسبوعاً بعدها استدعى السكرتير وطلب منه أن يكتب له طلب الاستقالة عاجلاً.
إن كثير من المديرين يتوقع أنه يملك من حوله بما لديه من ماديات الحياة, ويجهل أنه إن افتقد مهارة التواصل والتحاور الناجح فهو افتقد شيئاً عظيماً, فالحوار وسيلة فعالة للتعايش بين الأمم والحضارات, وقد أدركت ذلك حكومتنا الرشيدة فعقدت ونظمت المؤتمرات والدورات التي تسعى جميعها لتنمية ثقافة الحوار.
فن الإدارة بالحوار, فن يختصر الطريق, ويحقق المستحيل, وينجز الكثير, وكل ما عليك أن تتفنن في إدارتك بممارسة مهارات وفنون الحوار البناء.
وإليك بعض مؤشرات افتقادك لمهارة الإدارة بالحوار مع موظفيك:
* عندما تشعر بأن موظفيك لا يرغبون الحديث معك.
* عندما يتسرب موظفيك من العمل بالرغم مما توفره لهم.
* عندما تجد أن قراراتك تؤجل كثيراً أو لا تنفذ كما تريد.
وقفة الله عز وجل حاور صفوة الخلق (الأنبياء) كما حاور أرذل الخلق (الشيطان).
م - ندى البكر
n-a-55-d-a@hotmail.com