إن أهم مقتضيات اللباقة أن تعرف جيداً كيف تتجنب إيذاء مشاعر الآخرين والابتعاد عن كل ما يبعث على إثارة الحزن أو الضيق أو القلق في نفوسهم، فإذا ما وقعت دون قصد في موقف حرج فإن عليك أن تتصرف بطريقة لبقة وتحول اتجاه الحديث إلى ناحية أكثر بهجة وإشراقاً أو أقل إثارة جدل أو قلق.
وهناك تسع طرق لاكتساب اللباقة يمكنك أن تتدرب عليها تدريجياً في تطبيقها:
1- اجعل همك دائماً أن تروى للآخرين ما يلذ لهم مما سمعت أو قرأت، ولا تهمل المجاملات العابرة أي المديح المخلص الصادق.
2- اجتهد في أن تذكر الأسماء و الوجوه.
3- إذا وضع الناس ثقتهم فيك فانهض بها، ولا تروج شيئاً مما أسروا به إليك أو من الإشاعات التي قد تضر بهم.
4- التزم ما أمكنك ضمير المخاطب (أنت)، في مناقشاتك، وحين ينمو اهتمامك بالآخرين ستجد نفسك مدفوعاً إلى الإقلال من ضمير المتكلم أنا وكل ما يعود عليه أو يتصل به.
5- لا تسخر من الآخرين ولا تستهزئ بهم، بل على العكس اجعل همك أن تشعرهم بأهميتهم.
6- اكتسب المقدرة على القول المناسب في الوقت المربك، والمراد بهذا أن تمحو الإحساس بالنقص من نفس الشخص الآخر وتشعره: أننا جميعاً في سفينة واحدة.
7- إذا اتضح لك أنك مخطئ فسلم بذلك، فأفضل الطرق لتصحيح خطأ ما أن تعترف به بكل شجاعة و صراحة.
8- استمع أكثر مما تتكلم، وابتسم أكثر مما تتجهم، واضحك مع الآخرين أكثر مما تضحك منهم ، وتوخ دائماً ألا تخرج عن حدود اللباقة والأدب العام.
9- لا تنتحل قط العذر لنفسك قائلاً: لم أكن أعرف؛ فالجهل بالقانون لا يعفي من عقاب خرقه، والشيء نفسه ينطبق على اللباقة، فطبيعي أن الجاهل باللباقة يؤذي المشاعر بغير علم، وأن الشخص الأناني يجرح بغير إدراك، ولكن ما جدوى الاهتمام مادامت النتيجة واحدة؟ واللباقة بعد هذا أمر لا غنى عنه، حتى لقد وصفها العديد من الأطباء، والمهندسين، والأساتذة ...الخ، قائلين: إن الموهبة شيء عظيم، ولكن اللباقة شئ أعظم.
ولن نتجاوز حد الاعتدال إذا قلنا إن القواعد السابقة تعتبر بحق هي القواعد الذهبية في اكتساب اللباقة، (تبنى هذا الأسلوب بإخلاص صادق كي تتقرب من الآخرين وتكسب ودهم واحترامهم لك، وكي تدوم المودة والألفة بينكم).