جدة - (الجزيرة)
ضمن سلسلة كتب (تدبر القرآن) التي يرصدها مركز الدراسات والمعلومات القرآنية بمعهد الإمام الشاطبي التابع للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة جدة صدر الكتاب الأول: (تعليم تدبر القرآن الكريم أساليب عملية ومراحل منهجية) للمؤلف الدكتور هاشم بن علي الأهدل الأستاذ بجامعة أم القرى بمكة المكرمة.
وقد قدم للكتاب الأستاذ الدكتور ناصر بن سليمان العمر الذي أكد شمول الكتاب وحسن ترتيبه وإعداده مع غزارة مادته وإفادته ممن سبقه في هذا العلم (علم التدبر)، متمنياً أن يعتمد ككتاب إرشادي لمعلمي التحفيظ في لمدارس الحكومية التابعة لوزارة التربية والتعليم، وقد قسم المؤلف الكتاب إلى خمسة فصول، حيث كان موضوع الفصل الأول: الجوانب المعرفية لموضوع التدبر، واشتمل على مبحثين هما مفهوم تدبر القرآن، وغاية التدبر وأهميته، بينما كان موضوع الفصل الثاني: قواعد أساسية، واشتمل على مقدمة في التعلم والتعليم، وعلى مبحثين هما قواعد أساسية تتعلق بطرق التدريس، وقواعد أساسية تتعلق بالمحتوى الدراسي، وتتضمن: العناية بالتمهيد التربوي، ومراعاة التدرج في تعليم التدبر والتحضير الجيد للدارس القرآني واستخدام أسلوب التعليم القرآني، إضافةً لاستخدام الوسائل التعليمية المناسبة، فيما تحدث المبحث الثاني عن قواعد أساسية تتعلق بالمحتوى الدراسي تمثلت في أهمية الاستعاذة للتدبر، وشرح الكلمات والجمل والآيات، ربط أحكام التجويد بالمعاني، والموعظة والتحذير من الذنوب الصارفة عن التدبر وإدراج حصة التدبر في الدرس القرآني والتربية على شكر نعمة التدبير.
أما الفصل الثالث فكان موضوعه التدبر وتعليم الاستماع التربوي، واشتمل على مقدمة في الاستماع التربوي وأربعة مباحث هي: أهمية الاستماع للتدبر، أسس الاستماع التربوي، آثار الاستماع التربوي، وسائل تربية ملكة الاستماع، وكان موضوع الفصل الرابع: مراحل تعليم التدبر وتضمن ثلاث مراحل: الأولى: مرحلة التهيئة القلبية، واشتملت على تعريف المتربيين بمفهوم تدبر القرآن وأهميته والترغيب في التدبر والترهيب في ترك التدبر والتشجيع والتحفيز التربوي على التدبر والتعويد على الترتيل والتغني بالقرآن وتحسين الصوت به وعرض القصص القرآني بأسلوب ميسر وإلزام الطلاب بصحف المتدبرين والرحلات والبرامج الترويحية الهادفة المعينة على التدبر، أما المرحلة الوسطى فهي مرحلة الممارسة العملية، وتشمل استخدام أسلوب التكرار واستخدام أسلوب ضرب الأمثال والتعريف بأسماء الله الحسنى وربط الآيات القرآنية بالسيرة النبوية والترغيب في قيام الليل، وإبراز القدوات والنماذج للمتدبرين واستثمار الأحداث والمناسبات في تدبر الآيات وتعريف المتعلمين بكيفية التدبر وأحواله، والمرحلة الأخيرة هي المرحلة المتقدمة وهي مرحلة التدبر المتقن.
وتناول المؤلف في الفصل الخامس من الكتاب طرق تربية الذات على التدبر، واشتمل على مقدمة في التعلم الذاتي وتحدث فيه عن أهمية الإخلاص في التدبر، والاستعداد النفسي، وتعويد النفس على التأني في قراءة القرآن الكريم.
واختتم المؤلف كتابه بعرض مجموعة من النتائج لكل فصل على حده، داعياً في التوصيات إلى وضع مفردات تفصيلية خاصة لكل مرحلة، تصلح منهجاً متبعاً يأخذ به معلم القرآن مباشرة ويطبقه مع طلابه،إلقاء موضوعات هذا الكتاب على المهتمين بتربية الأجيال، ففي ثناياه تنظير علمي يعين المشرف والمربي والمعلم على وضع مفردات مناسبة للطلاب، فيختار منها ما يرى إمكانية تطبيقه، وما يظن أنه الأحوج لمن يدرسهم ويربيهم، وعقد جلسات خاصة بين الوالد وأبنائه لتطبيق ما ورد في هذا الكتاب من أساليب تعينه في تربيتهم على تدبر كتاب الله الكريم، وإجراء المزيد من الأبحاث والدراسات التربوية النفسية في الموضوعات التي أشير إليها، أو لم تفصل في هذا الكتاب.