فأول ما يتبادر إلى الذهن عند طرق مثل هذا الموضوع قول الباري جل ذكره: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى}، فقد حث سبحانه على التكاتف على كل ما فيه خير لأن في ذلك ضمانا لتماسك المجتمع وحفظه من كل ما يطرأ عليه من أسباب الفرقة. ويقول عليه الصلاة والسلام مشيراً إلى ذلك: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا)، أي ينبغي على كل واحد منا أن يكون لأخيه كمثل تماسك الحجر الذي يبنى منه البنيان حيث وصفه بأنه صلب متماسك متداخل. من هذا المنطلق يجب علينا أن نتكاتف وأن نحب بعضنا وننبذ أسباب التناحر والطائفية وأن نسعى للتجاذب والاندماج لتحقيق ما نرمي إليه. |
كفانا تشتتاً وتعصباً، ولنبتعد عن التناحر فيما بيننا، لأن ذلك سبب للتنازع والفشل وذهاب الريح. |
إننا في هذا اليوم بالذات يجب أن نصلح ما بيننا من سبل الفراق وأن نتعاون على إظهار الحق ودحر الباطل، ولاسيما وقد أبدى لنا الأعداء ما يكنون، وغزونا في عقر دارنا بما يخدم ديانتهم ومقاصدهم. |
فلماذا نتحاسد ونتباغض ولماذا نتعصب ونتناحر ونحن أمة الرحمة والحب والخير. |
وليس الذئب يأكل لحم ذئب |
ويأكل بعضنا بعضا عيانا |
إنني لا أقصد في كلمتي هذه أن أطعن في قوم أو أعيب آخرين، ولكن واقع الحال يشهد بما ذكرت، وأن هناك فجوة يجب رقعها كي لا تتسع. |
إن القلوب إذا تنافر ودها |
شبه الزجاجة كسرها لا بجبر |
* إمام وخطيب جامع الإمام محمد بن عبد الوهاب / الجوف - دومة الجندل |
|