Al Jazirah NewsPaper Friday  26/12/2008 G Issue 13238
الجمعة 28 ذو الحجة 1429   العدد  13238
مركاز
بنات المدينة!
حسين علي حسين

المرأة بنت المدينة المنورة، كانت طول عمرها امرأة عاملة، حتى قيل إن من يتزوج بمدينية يعتبر محظوظاً، فهي تقوم بكل أعمال البيت، حتى أغراض البيت كانت تقوم بتأمينها في أغلب الأوقات، وما تبقى من الوقت كانت تستغله أحسن استغلال، إذا كانت في حاجة إلى المال فقد كانت المرأة تسوق الملابس على بنات جنسها وكانت تقوم بأعمال الخياطة والتطريز لملابس النساء والرجال، خصوصاً السراويل النسله والطوقي التلي والسديريات، وللنساء الفساتين واليشمك وأغطية الرأس وغيرها، وهي تقوم بأعمال الماكياج والتجهيز للأفراح!

وهناك نساء يقمن بعمل المخللات وبعض الطبخات والحلويات، هذا عند الحضر، أما نساء الفلاحين أو ساكنات أطراف المدينة فتخصصن في عمل القف والمراوح والأبسطة والمكانس، والتي لا تعرف هذه المهنة فإنها تشغل نفسها بتربية الدواجن. وهناك نساء متخصصات يقمن بتسويق منتجاتهن من البيض والدجاج والمكانس والقف والمراوح وكلها تصنع من سعف النخيل. وهناك الموانات وهن نساء يقمن من الصباح وحتى غروب الشمس في العمل بالحقول، وأبرز ما يقمن به هو حصد الزرع وتجميعه وريه، وإذا جاء الغروب أخذت مصروفها وحاجتها من منتجات الحقل وذهبت لتقوم بما تبقى من الأعباء المنزلية. وفي المدينة عدة أسواق أبرزها سوق بميدان باب المصري تجاور فيه البائعات البائعين، وكانت المرأة العاملة أو البائعة تحظى باحترام أهلها والمتعاملين معها، فلم تعمل إلا لحاجة وإصرار على تحقيق الذات وتقديم المنفعة لأهلها ومجتمعها!

حتى جاء عليها زمن أصبح عمل المرأة استثناءً على القاعدة، رغم وجود آلاف النساء المتعلمات القابعات في المنازل، ينتظرن فرصة عمل ولو بألف ريال في الشهر، تساهم في سد حاجة المنزل، خصوصاً إذا كانت المرأة أرملة أو مطلقة أو في بيت ليس فيه من الرجال إلا والد مريض أو أمّ مسنة، مع أن أحداً في الأزمان الماضية لم يعترض على ممارسة النساء حقهن في التعليم والعمل في ظل احترام متبادل لدور الرجل ودور المرأة في خدمة المجتمع كل بما يحسن من المهن.

ما الذي دعاني لذلك، خبر صغير يقول إن بعض بنات المدينة المتعلمات يعملن في مصنع تمور، مهمتهن إخراج النوى من التمر وحشوه باللوز، مقابل ريال للكيلو الواحد! ولم يتسن لنا أن نعرف كم كيلو تستطيع الواحدة منهن إنجازه في اليوم، مهما بذلت فهي لا تستطيع أن توفر 1500 ريال شهرياً، لكنها الحاجة للعمل أو لتحقيق الذات وهي متطلبات نبيلة، لكن لماذا لم يتم توظيفهن بمبلغ شهري مقطوع؟ إنه الحرص، الحرص على المال والحرص على الضغط، فالمحتاجة سوف تعمل، ولو بألف ريال ولو كانت تحمل شهادة جامعية، ولو كان ما يتوفر لها نصف هذا المبلغ بعد استبعاد أجور المواصلات وساعات المرض والغياب والإجازات!

لماذا لا تكون لدينا معامل ومشاغل ومصانع صغيرة مقفلة على النساء حتى نسلم من اعتراضات المعترضين، لماذا لا تحدد الرواتب، فحاجة المرأة للعمل الآن ملحة، بل إن أغلب الشباب باتوا يبحثون عن المرأة العاملة، في ظل ظروف جعلت دخل الشاب لا يفي بتوفير متطلبات الحياة الزوجية في حدودها الدنيا فكيف إذا كانت هذه المرأة تعول أيتاماً أو والدين مسنين؟!

فاكس 012054137


لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5137 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد