نؤمن بأن الموت حتم على كل إنسان.. بغض النظر عن سنه أو جنسه.. ولأن قيادة السيارة عبر طرق سريعة وبعيدة.. قد تكون أحياناً سبباً في فقداننا شباباً أعزاء.. ويبلون من عمالة مستهترة بأصول القيادة السليمة والآمنة بإذن الله.
جاء فيصل بن محمد الأحمدالعبد الرحمن الركبان الشاب اللطيف رحمه الله ليكون فائزاً بإذن الله برحمة الله له.. والذي حظي برضا والديه وإخوته وأعمامه وأحبائه عنه.. وفيصل شاب خلوق مستقيم.. باغته الأجل المحتوم في عودته من الدمام إلى الرياض.. في حادث أليم تسبب فيه أحد قائدي المركبات الكبرى.. وكان في معيته صديق يعاني من آلام غزيرة في مكونات جمسه.. أسأل الله له الشفاء ولأخينا فيصل الرحمة.
فيصل.. شاب من شباب الركبان.. يحرص على صلة الرحم في حضوره ملتقيات الأسرة العائلية والشبابية.. ثقفه والده محمد أحسن تثقيف.. وخلقه بخلق حسن.. وعوده على الرجولة والحرص على أبناء عمومته.. وجوده بمهارات التعامل المميز.. له إخوة وأخوات مميزون.. وأخوه فراس الشاب الذي يعقبه في السن.. صابر على فراق رفيق دربه.. وأخوات كريمات متميزات.
ووالدته من أسرة كريمة تعلمت الصبر على المحن.. فقد تخرجت في مدرسة آل مديهيم في المجمعة.. ذلك الجد والأب أبو عبدالله المديهيم المؤمن المثقف.. يتحدث بأسلوب مميز.. أقرأ في عينيه ألم ابنته أم فيصل.. وأشعر بتعرجات وجهه لفراق الحفيد فيصل..
أعود إلى محمد.. ابن العم العزيز.. والد فيصل رحمه الله.. تشعر في أيام العزاء.. بقوة صبره.. ممزوج بتوجع كبير لفراق الابن الأكبر فيصل.. وأبو فيصل حريص كل الحرص على تلاقي الأسرة.. وشبابها.. وهو من المؤسسين وإخوته عبد الرحمن وإبراهيم أبناء العم أحمد رحمه الله.. أولئك علموا أولادهم وبناتهم حب الأسرة الكبيرة وتلاقيها..
محمد.. أو كما يحلو أن يكنى أبو فيصل ذو صفات مميزة في الخلق الكريم.. يحترم الحوار من الصغير والكبير.. حريص على لم الشمل.. عاقل ومحترم بدرجة امتياز.. يخجلك تواضعه هو واخوته الكرام.
نحسب أن فيصل إن شاء الله شهيد.. مقبول عند ربه.. رحل في ريعان شبابه والعوض الكبير في فراس وإخوته أن يكونوا متميزين ومعوضين والديهما في فيصل رحمه الله.
فيصل.. وآااه.. كم هو ألم أن تفارقنا ونفارقك.. والجميل أننا مؤمنون بقضاء الله وقدره.. والأجمل أن ترحل إلى جوار ربك مرضيا عنك.. وأنت الخلوق الهادئ والمحافظ بإذن الله.
فيصل إنني داعٍ لك.. ومؤمماً لك..
رحمك الله رحمة واسعة وأسبغ عليك شآبيب رحماه.. وغسل ذنوبك وطهرك بالماء والثلج والبرد.. وألهم ذويك الصبر والسلوان.. وأن تكون منازلك مع الشهداء والصالحين.. وجميع المسلمين آمين..
أخي محمد أبا فيصل.. لتكن كما عودتنا وحرمك أم فيصل الكريم.. صابرين مؤمنين.. فأكثروا من الدعاء له ولإخوته بالصلاح.. وعزاؤنا في إخوته وأخواته أن يكونوا كما أسلفت قياديين مميزين..
وسع الله في قبرك يا فيصل فقيد شباب الأسرة.. رحمك الله..
وعظم الله اجر أعمامه وأبناءهم وأسرة الجعوان والحزيمي والمديهيم وكل محب له..
{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
إعلامي