لله ما أعطى. وله ما أخذ، وكل شيء عنده بمقدار. ولا رادّ لقضائه. ولا عالم بحكمته وتدبيره إلا هو سبحانه.. تغرقنا الحياة بنشوة الغفلة.. فيبدو العيش رائقاً صافياً بلا كدر.. فيأتي الفقد كالحاً موجعاً قاسياً كالعاصفة التي تخلف وراءها أكواماً من الدمع.. ولوعة الفؤاد.
فكما هي الفرحة. يكون الحزن.
وكما هو الصفاء. يكون الكدر.
وما الحياة سوى أقدار. يسيّرها الحكيم كيف يشاء.
بيد أن الأرواح المثقلة بالوجع، لا يخفف حملها ولا يجبر مصابها سوى نور الرضا وبرد اليقين وحلاوة البر.
رحمك الله يا أم عبد الوهاب. وجبر مصابنا بفراقك. فلم يدر بالخلد يوماً كيف يكون ألم القلب. عندما يكون المكان خالياً، والعدد ناقصاً. والذكريات متراكمة كركام تلك السيارة التي قتلت وجودك بيننا يوم الثلاثاء 18-12-1429هـ.
رحمك الله رحمة يقرّ بها فؤادك. وتسكن لها روحك وتنير المكان من حولك.
وبعثك العزيز ملبيةً محرمةً نقيّةً كما ودعتنا.. بأطيب ختام.. وبأطهر بقعة.
أسكن الله تلك القلوب التي عاشت خلوة المكان من بعدك.. ورزقهم صبراً جميلاً يسكن حزنهم ويجبر مصابهم ويحسن عزاءهم. ويزيد الأجر ضعفاً.. والقلب يقيناً وسكينة ورضا.