Al Jazirah NewsPaper Wednesday  24/12/2008 G Issue 13236
الاربعاء 26 ذو الحجة 1429   العدد  13236
خلوها تعفن!
د. عقيل محمد العقيل

فوجئ المواطن السعودي بمستوى تفكير وتعامل مجتمع الأعمال في بلادنا حيث لاحظ ضعفاً شديداً في الفكر التجاري لدى مجتمع الأعمال السعودي حيث ضعف إن لم يكن انعدام التفكير بعناصر السوق في القطاع الذي ينشط به مقدمو السلع والخدمات وهو ما أفضى لسلوكيات تنم عن الأنانية الشديدة واستهتار بل واستغلال كبير لأهم عناصر أي سوق كانت وهو المستهلك الذي يعتبر رأس مال أي سوق على اعتبار أن غيابه يؤدي بالتبعية إلى ضعف السوق وضمورها.

الأنا كانت ظاهرة بقوة وفكرة أن التجارة ربح وخسارة غائبة تماما أيضا وتحقيق الأرباح الوفيرة في الازدهار والركود هدف لا حياد عنه، وكأن الاقتصاد سبع سمان وأخرى أكثر سمنة أما العجاف فهذه من شأن المستهلك فهو من يرى ويتحمل تبعات الدورات الاقتصادية.

في ظل العولمة الاتصالية اصبحت عملية تكميم الرأي العام عملية صعبة جداً وإن استخدم مجتمع الأعمال سلطته وماله على الوسائل الإعلامية والمؤسسات المالية والمؤسسات المدنية لخدمة أهدافه من خلال بث رسائل مخالفة للوقائع لتحقيق أهدافه، والمجتمع السعودي الفتي اصبح يتابع الفضائيات كافة حتى تلك التي تبث في اللغة الإنجليزية فضلا عن ارتفاع نسب استخدامه للكمبيوتر وشبكة المعلومات حيث أصبح قادراً في ساعات معدودة على استحداث موقع تفاعلي لأي قضية كانت، وهو ما كان فيما يتعلق بموضوع جشع (التجار!!) حيث تم إنشاء عدة مواقع للمقاطعة واطلق الشعار المتداول حاليا (خلوها تصدي) على اعتبار ان وكلاء السيارات (وهم الفئة الأكثر جشعا ووضوحا وصراحة) أكثر من جاهر بالمعصية حيث رفعوا الأسعار بدل تخفيضها وكأن المملكة جزيرة معزولة عن العالم لا تؤثر ولا تتأثر متناسين أن سوق الأسهم الذي يضم أكثر مدخرات المواطنين انحدر إلى أكثر من النصف في أيام معدودات.

وكوني أحد المواطنين الذين ارتضوا أعذار التجار المصنعين أيام ارتفاع أسعار المواد أيام الازدهار وقبلت تبريراتهم وواصلت الاستهلاك مع الترشيد لكي تفي إيراداتي بمتطلباتي الحياتية، ولكوني لا أقبل الأعذار المتداولة اليوم من قبل التجار الذين انخفضت كافة تكاليف موادهم الأولية التي ارتفعت سابقا ولم يخفضوا في أسعارهم فإني أدعو إلى توسيع دائرة المقاطعة لتشمل جميع السلع التي رفعت أسعارها بتحالفات احتكارية ولم نر لها أي ردود فعل ايجابية تجاه المستهلك اليوم حين انخفضت أسعار المواد إلى أكثر من النصف، ولنضيف شعاراً آخر وهو (خلوها تعفن) حتى يتراجعوا كارهين إن لم يكونوا مقتنعين.

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب 7842 ثم أرسلها إلى الكود 82244



alakil@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد