Al Jazirah NewsPaper Monday  22/12/2008 G Issue 13234
الأثنين 24 ذو الحجة 1429   العدد  13234
أضواء
رئيس منتهي الصلاحية..!!
جاسر عبدالعزيز الجاسر

على الرغم من أن اعتماد المحتلين الأمريكيين والبريطانيين على تعميق الطائفية وعلى مستشاريهم ممن تدثروا بعباءة الاحتلال للعراق قد ساعدهم على تحقيق النجاح في تحقيق أهدافهم ودق إسفين الطائفية في العراق، حيث ساعد الاقتتال الطائفي بين أهل السنة والشيعة المحتلين على فرض هيمنتهم من خلال استهداف قوات الاحتلال لأهل السنة في السنوات الثلاث الأولى للاحتلال لأنهم كانوا الأشد معارضة لاحتلال بلدهم، وكون السنة كانوا قادة المقاومة الوطنية العراقية وجل عناصرها، فكانوا هدفاً لقوات الاحتلال لقتال أبنائهم وتدمير مدنهم، وهكذا استهدفت مدن الفلوجة والرمادي وسامراء والأعظمية وقبل ذلك تكريت وبعقوبة وديالى، وقد ساعد تعاون معارضي النظام السابق مع قوات الاحتلال وأغلبهم من الشيعة، الذين لم يكفهم العمل مع قوات الاحتلال، بل كانوا أكثر تحريضاً على قتال أهل السنة حتى وإن لم يكونوا مناصرين للمقاومة الوطنية، وبعد دخول تنظيم القاعدة والتكفيريين للساحة العراقية، زادت (المعركة الطائفية) لتجعل قوات الاحتلال تدعم المتعاونين معها من قادة المعارضة السابقين وجلهم من الشيعة فأوكلت قيادة الأجهزة الأمنية والجيش لعناصر أحزابهم التي تمرّست في العمل الاستخباراتي والتخريب ومواجهة النظام السابق فأنشؤوا المليشيات الطائفية التي كان منها فرق للموت، وجماعات لاختطاف القادة والسياسيين من أهل السنة، وهذا ما مكَّن القيادات المتعاملة مع جيش الاحتلال من بسط سيطرتها، ومن ثم مكَّن نوري المالكي أن يحقق ما عجز عنه نظيره الأفغاني حميد كرزاي، فارتفع شأن المالكي وقلّت حظوة كرزاي. الذي فشل في بسط سيطرة حكومته على كامل أراضي أفغانستان حتى إنه عجز عن تأمين عاصمته من هجمات طالبان، ولذلك فإن الأحاديث في واشنطن تتحدث عن نية الأمريكيين باستبداله بمرشح آخر مناسب لهم يستطيع أن يحقق لهم الأهداف التي كانوا يسعون إليها من وراء اجتياحهم ومن ثم احتلالهم لأفغانستان.

ولهذا فإنه ليس في نيَّة أمريكا دعم جهود حميد كرزاي في إنجاح حواره مع طالبان لعدة أسباب منها أولاً أن طالبان لا تزال تصر على القيام بأعمال تصنفها واشنطن على أنها أعمال إرهابية، كما أنها لا تريد نجاح كرزاي حتى لا يعاد انتخابه وتحمله فترة أخرى وهو الذي عجز عن تحقيق ما طُلب منه طوال كل السنوات الماضية، كما أن الأنباء الواردة من واشنطن تذكر أن الإدارة الحالية لا تريد دوراً لكرزاي في أي مبادرة لإشراك طالبان في الحكومة الأفغانية التي قد تُفسّر بأنها تمت نتيجة لجهود الرئيس الأفغاني في بسط الاستقرار في بلاده ولجهوده السلمية الشخصية لأنها تريد إقناع حلفاءها الذين أخذوا يضطلعون بقسط وافر من الواجبات والالتزامات العسكرية والمادية في أفغانستان، تريد إقناعهم بأن كرزاي غير فعَّال، وبالتالي تقطع الطريق عليه حتى أن يرشح نفسه للانتخابات القادمة فضلاً عن فرص الفوز بها.

أما الأمين العام للأمم المتحدة فهو ينتقد إمكانية إلغاء الانتخابات الرئاسية وفكرة مشاركة طالبان في الحكومة الأفغانية. هو يعتقد أن إجراء الدورة الثانية من الانتخابات أمر مهم لتطور الدولة الديمقراطي ومشاركة طالبان في الحكومة قد تؤدي إلى نتائج سلبية وحتى كارثة. ويعتبر سعي كرزاي إلى حوار مع طالبان خرقاً لقوانين الدولة التي لا تسمح لطالبان بالمشاركة في جلسات (لويا جرغي) والمفروض أن يكون الحوار في إطار الدستور.

ولتشويه صورته تنشر الإدارة الأمريكية فكرة ارتباط أقارب كرزاي بمافيا المخدرات ومشاركته في سوء استخدام المساعدات المالية والإنسانية الدولية، ونشطت أمريكا هذه العملية بعدما انتقد كرزاي تجاوز القوات الدولية لصلاحياتها وبخاصة القوات الأمريكية. ويرى الخبراء أن هذا الأمر دفع واشنطن إلى زيادة الضغوط على كرزاي الذي يحاول أن يكون رئيساً أفغانياً حقيقياً، إلا أن تضارب المصالح الوطنية الأفغانية مع أجندات مصالح واشنطن ستقضي على آمال كرزاي في البقاء.. كما ستنسف أي محاولة لاستقرار أفغانستان.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 11 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد