Al Jazirah NewsPaper Monday  22/12/2008 G Issue 13234
الأثنين 24 ذو الحجة 1429   العدد  13234

غير مأسوفٍٍ عليه
منيف خضير

 

ليس من الحكمة في شيء التطرق إلى الأسماء عند توجيه النصح، ولا النصح على الملأ؛ فالإمام الشافعي - رحمه الله تعالى - يقول:

تعهدني بنصحك في انفراد

وجنبني النصيحة في جماعه

فإن النصح بين الناس نوع

من التوبيخ لا أرضى استماعه

لذلك أرجو أن يرضى استماع النصيحة كل مَن لم يوصلنا إلى مرحلة أن ننصحه في الجماعة!

دعوني أتحدث عن هذه الإدارة، وإن شئتم هذه الوزارة، أو سأتحدث عن هذا المدير، وإن شئتم هذا الوزير، وأسأله بدايةً:

هل من العدل والثقة التي أولاك إياها ولاة الأمر أن تستخدم مقدرات العمل في مصالحك الشخصية؟

ألا تخجل من استخدام سيارة العمل وعلى الملأ في رحلات برية خاصة وفي سفراتك الشخصية بصحبة العائلة؟

هل من العدل والخوف من الله أن تفسح المجال لأقربائك أن يتبوأوا أفضل المواقع في العمل الذي تتسنم قيادته؟

من أعطالك الحق في توظيف فلان وعلان من الجماعة والأقارب وذوي الرحم، حتى لتكاد أن تتحول إدارتك إلى إدارة قبيلتك.

لماذا تقرب - أيها الجهبذ - أكثر المنافقين من الموظفين، بينما تنبذ الموظف المخلص والجاد لمجرد أنه لا يتفنن في النفاق إليك؟

مَن خولك بمنح الأقارب حوافز مالية وانتدابات وابتعاثات وإيفادات، حتى ولو كانوا بلا شهادات؟

وهل الإنترنت - يا سيدي العزيز - في عملك وضعت لكي تبحر أنت وأمثالك في قراءة الصحف والمواقع والمنتديات، والأسهم؟

لا بأس إن كان كل ذلك في مصلحة العمل (خصوصاً حكاية الأسهم هذه)، ولكن المعروف عنك أنك لا تحب العمل إلا في الاجتماعات حينما تستعرض تاريخك في احتفاليات تشبه خطب الزعماء الانتخابية!

ومن سمح لك باستخدام هواتف العمل لمكالماتك الشخصية؟ هل الهاتف في عملك قد أخذته بصك شرعي لا يسمح لغيرك باستخدامه كما تستخدمه أنت؟

يا سيدي بقي لي سؤال أخير:

لماذا إذا خرجت من مكتبك أقفلته، وأخذت الأختام معك، وكأنها هي التي تمنحك الحياة؟

أليس المكتب للعمل وليس لك؟

لدي أسئلة كثيرة جداً، ولكن لا وقت لسردها كلها، حسبك من القلادة ما أحاط بالمعصم.

يا سيدي:

يجب أن تعلم أنت وأمثالك أن القيادة هي فن التأثير في الآخرين، وأنتم لا تستطيعون التأثير في أصغر موظفيكم؛ لأنكم لستم قدوة صالحة، وتنقصكم القدوة بالسلوك وليس تصفيف الكلام وزخرفته، وتدبيج الخطب وتنميقها..

وبعد:

كم من مدير أو وزير - إن شئتم - خالنا نتحدث عنه؟

وكم من موظف توقعني أن أفصح عن اسم مديره في نهاية المقال؟

إلى هذه الدرجة يخلق ربنا - جل وعلا - من الشبه أربعين كما يقال؟

أريد من المديرين أن يتقوا الله في موظفيهم، خصوصاً الصغار منهم؛ حتى لا يكونوا ممن جاءت صفاتهم في أول الكلام؛ لأنهم حينما يتقاعدون ويقوم المنافقون بتكريمهم باحتفال يستفيدون منه كالعادة، ساعتها فقط سيقول الضعفاء من الموظفين:

غادرنا هذا المدير وإن شئتم هذا الوزير غير مأسوف عليه!

Mk4004@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد