قلت لأحمد هل رأيت؟
قال.. رأيت وضحك بجنون (طائفي) هزّ تلال الرمان في الهدا..
وقبل ذك كنت متوجساً خيفة مما سمعت فالديمقراطية شوهدت في أكثر من بلد عربي وبدأت تأكل الأخضر.. واليابس
قال صاحبي - أتعرف أن نصفها إنسان والنصف الآخر حيوان!!
قلت من هي - قال الديموقراطية، وأردف وقيل إن لها أضلاف من حديد وبها حدبة تجهض الحوامل..
قلت لذلك فهي مطاردة في عواصمنا العربية خشية على النسل، قال سمعت ولم أشهد الحادثة بأنها تأتي في ألف لبوس ولبوس، وقد تخترق هدأة الإنسان - فيصاب بالصرع مسيرة عام.
وأنها الديمقراطية (تكنّ في بورصات المال الافتراضي، وتكره (النقد) تسوّي بين الناس البسطاء وتقترح كرسيها عادة مع السلطة لها ميزانان من خشب وفضة ومقياس للزلازل ومخبار يهشّم صدر الأوطان.
اسمع قال أحمد لا تترك أطفالك وحيدون في الشارع قد تخرج تلك (الملعونة) وتتلبس أحدهم ليقود عصياناً أسرياً ضدك..
ضحكت فأطفالي محصنون جداً ولا يرون العالم الآمن من خلال التلفزيون الرسمي.
أسهب صاحبي في تخويفي من الديموقراطية حتى خشيت أن يكون (إرهابياً) استمات في اقناعي برؤية أحد المشايخ علّه يقرأ لي تعويذة فقبلت..
ذهبت برفقته - فإذا بخليط من الأطفال والنساء - والرجال ممدون على الأرض وثمة عشرة رجال بعصي غليظة يجلدونهم - ويرددون - اخرجي- يا ملعونة- اخرجي يا ملعونة وصياح يختلط بكلمات (أجنبية) من أقصى سهول الأوراس إلى تخوم ايريزونا..
تراجعت قليلاً فإذا يد تمتد لتمسك بي من (حلقي) بعدها غبت عن الوعي.
اليوم وأنا أكتب لا أعرف ماذا فعلوا بي - غير أنني اختنق وأغيب عن الوعي كلما سمعت كلمة (ديموقراطية) وبدأت تنتابني أعراض ألم شديد في الدماغ - والظهر - والحنجرة..
كل مشافي المملكة لم تستطع تحديد هذه الأعراض ونتائج الفحص المعملي - برأتني من الأمراض!
في آخر أشعة عملتها في مشفى أمريكي أروني - صورة مستقرة في الدماغ نصفها أنا- والنصف الآخر حمار..