سؤال بريء يدور في ذهن المواطن البسيط الذي لا يفهم في الاقتصاد ولا في لغة الأرقام ولا في أسعار البترول ولا في تأثير الأزمة المالية العالمية ولا في ما يحدث في العالم الآن من ركود وكساد اقتصادي لا تعرف نهايته وإلى ما سيؤول إليه..، فهذا المواطن المسكين قد عانى من ما حصل من ارتفاعات في الأسعار في الفترة الماضية وغرر به من قبل بعض كبار التجار ورجال المال بأن السبب الرئيس لما حدث من ارتفاعات هائلة لأسعار السلع والخدمات هو ارتفاع أسعار النفط، حيث وصل سعر البرميل في شهر يوليو الماضي إلى حوالي (147) دولاراً، ونتج عن ذلك السعر المرتفع انعكاساً سلبياً على أسعار السلع والخدمات الأساسية والكمالية والترفيهية بحيث تضاعفت أسعار أكثرها خلال فترة وجيزة أضعافاً وأضعافاً، عانى منها الغني قبل الفقير.
وهذا المواطن البسيط يتساءل بتعجب الآن لماذا تستمر الأسعار في ارتفاعها الجنوني والسبب المذكور آنفاً قد تغير وزال فسعر برميل النفط وصل هذا الأسبوع إلى (34) دولاراً ومتوقع استمرار انخفاضه؟ وأسعار السلع والخدمات الأساسية لا زالت مرتفعة ولا بوادر من التجار لانفراجها.
وهذا ما أكده البيان الصحفي الصادر على استحياء من قبل جمعية حماية المستهلك المغلوب على أمرها والتي طالبت التجار بضرورة تخفيض الأسعار بعد أن زالت أسباب ارتفاعها حول العالم.
والمتابع لما حدث، يلحظ أنه في ظل السعر المرتفع زاد الفقير فقراً وتأثر الغني كثيراً، ولم يلحظ أحد تغيراً مع الوفر المادي بسبب زيادة السعر إلى رقم قياسي، فالأسعار لا زالت مستمرة في الارتفاع، وما الذي سيحدث الآن بعد أن نزل السعر إلى رقم يقارب أسعار النفط السابقة، دون الثلاثين دولاراً.
هل ستعود أسعار السلع والعقارات كما كانت عليه سابقاً أم يخرج علينا من يوجد مبررات أخرى وأن هناك أسباب جديدة. أعود للسؤال السابق، وأقول إن المواطن البسيط لم يحس بأي فرق بين سعر برميل نفط ب (147) دولاراً أو بسعر (34) دولاراً، بمعنى آخر، مع عدم تغير وضع الأسعار في السلع والخدمات فالمواطن البسيط أصبحت (ما تفرق معه).
fax2325320@ yahoo.com*