واشنطن - وكالات:
أكد الرئيس جورج بوش أمس أن عرض قروض حكومية على شركات صنع السيارات الأمريكية هو الخيار الوحيد الباقي لمنع انهيار الصناعة بعد أن استبعدت البدائل الأخرى أو فشلت.
وكان بوش أعلن يوم الجمعة أن الحكومة سوف تقدم قروضا طارئة قيمتها 17.4 مليار دولار إلى شركتي جنرال موتورز وكرايسلر المتعثرتين للحيلولة دون إفلاسهما.
حيث ستحصل شركة جنرال موتورز على 9.4 مليار دولار في دفعتين خلال كانون الثاني - يناير بينما ستحصل كرايسلر على نحو أربعة مليارات دولار هذا الشهر، فيما قررت شركة فورد بعدم حاجتها على الفور إلى قروض مماثلة.
وفي المقابل يتعين على الشركات أن تقدم خطة لإعادة الهيكلة بحلول 31 من مارس - آذار تثبت أنه سيكون بمقدورها البقاء وإلا فإنها ستكون ملزمة برد القروض.
وانتقد مشرعون من الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه بوش الخطة التي يمكن أن تغيرها الحكومة القادمة للرئيس المنتخب باراك أوباما الديمقراطي بعد توليه السلطة في 20 من يناير - كانون الثاني.
وقال بوش في كلمة إذاعية أسبوعية: إن مستشاريه الاقتصاديين حذروا من أنه إذا طلب صناع السيارات إشهار إفلاسهم فإن ذلك سيؤدي إلى (انهيار غير منظم) للصناعة ويدفع الاقتصاد في براثن (كساد أعمق وأطول).
وأضاف بوش بقوله: إنه بعد أن عجز الكونجرس عن إجازة تشريع لإنقاذ صناعة السيارات فإن السبيل الوحيد لمنع الانهيار كان تدخل حكومته.
وقال بوش: إن صناع السيارات بمقدورهم بنهاية مارس - آذار أن يثبتوا أنه بمقدورهم إعادة الهيكلة إلى شركات قادرة على البقاء، وإذا لم يستطيعوا فإن القروض ستتيح لصناع السيارات وقتا للاستعداد لعملية منظمة لطلب إشهار الإفلاس تنطوي على احتمال أفضل للنجاح على الأجل الطويل.
فيما كانت كبرى الصحف الأميركية رحبت أمس بخطة الرئيس الأميركي جورج بوش لإنقاذ قطاع صناعة السيارات، وقالت: إن ثمن عدم التحرك كان يمكن أن يكون مدمراً للاقتصاد الأميركي الذي يعد الأكبر في العالم.
وقالت صحيفة (واشنطن بوست) في مقالها الافتتاحي: إن (الشيء الوحيد الأسوأ من خطة الإدارة هو عدم القيام بأي تحرك).. وأضافت: أنه (في الوقت الذي تتهاوى فيه اقتصادات الولايات المتحدة والعالم، فإن انهيار جنرال موتورز وكرايسلر كان يمكن أن يشل العديد من المزودين وربما فورد وحتى كان يمكن أن يعرض للخطر عمليات الشركات الأميركية في آسيا وأوروبا).
وأضافت الصحيفة: أنه (يبدو أن إدارة بوش حققت التوازن الصحيح عندما طلبت من الشركات تقديم تضحيات مؤلمة ولكن ضرورية مقابل الحصول على المال).
أما صحيفة نيويورك تايمز فقالت: إن القروض التي منحتها الحكومة لشركتي جنرال موتورز وكرايسلر ستحمي الاقتصاد من موجة محتملة من فقدان مزيد من الوظائف.
وأضافت: (ولكنهم لا يضمنون قدرة شركات السيارات على البقاء لفترة طويلة، ولكن سيتعين على إدارة الرئيس المنتخب باراك أوباما المقبلة أن تقوم بخيارات صعبة حول مساعدة قطاع السيارات في ميشيغن وتصبح أكثر فعالية في استخدام الطاقة).
وأوضحت: (يجب أن تقوم بذلك إذا كان هناك أي أمل في أن تصبح شركات ديترويت للسيارات عاملة مرة أخرى وصنع سيارات سيرغب السائقون في شرائها وتكون ملائمة في العالم المتعطش للطاقة باستمرار).