Al Jazirah NewsPaper Saturday  20/12/2008 G Issue 13232
السبت 22 ذو الحجة 1429   العدد  13232
معالي رئيس الهيئة العامة للمساحة.. الشهراني في حواره لـ«الجزيرة»:
المملكة أنهت ترسيم معظم حدودها البرية مع دول الجوار العربية والخليجية

حوار - عوض بن منيع القحطاني:

أكد معالي رئيس الهيئة العامة للمساحة الأستاذ مريع بن حسن الشهراني أن المملكة - بفضل الله - أنهت ترسيم كل حدودها البرية والبحرية مع دول الخليج والدول العربية المجاورة، وقال في حوار لـ(الجزيرة) إن ترسيم الحدود البحرية في طريق الاتفاق مع مصر والسودان وإريتريا على البحر الأحمر ولا مشاكل فيها، وأضاف أن هيئة المساحة تعمل على أساس توفير المعلومات والخرائط الجغرافية وتمليك المعلومة التي تفيد في اتخاذ القرار، وأفاد بأن هيئة المساحة مقبلة على طفرة نوعية في تحسين الأداء ووضع استراتيجية مستقبلية من خلال الخطط الموضوعة، مشيراً إلى أن الهيئة في المستقبل يمكن أن تعمل على شراء طائرات للعمل المساحي الجوي؛ فإلى الحوار.

* ماذا عن دعم ولي العهد لهذه الهيئة؟

- يدعم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام هذه الهيئة منذ إنشائها؛ فهو مَن يرعاها ويوجه بتطويرها لخدمة القطاعات المدنية والعسكرية، والإنسان يعجز عن أن يصف هذا الدعم وهذه المساندة؛ لأنه هو الأب الروحي وهو الذي احتضنها منذ تأسيسها وهو رئيس مجلس إدارة الهيئة، ودعم سموه للهيئة لا حدود له.

* هل أنهت المملكة ترسيم وتوثيق حدودها البرية والبحرية مع كل جيرانها؟

- في الإطار العام نعم انتهت المملكة - والحمد لله - من ذلك ولم يعد هناك ما يستوجب الأخذ والرد؛ فكل الحدود - كما تعلمون - وقعت فيها اتفاقات دولية، وسلمت الأمم المتحدة، وجار العمل على تطبيقها على الطبيعة، وبنيت مراكز حدود على هذا الأساس، وتسهل الانتقال من بلد إلى بلد على هذا الأساس، ولم يعد هناك أي مشاكل. طبعاً الحياة اليومية تستلزم دائماً اللقاءات والتنسيق والتطوير إلى الأفضل، وقد يكون هناك أشياء تمت بأساليب غير مناسبة أو فيها بعض الخلل والأخطاء فتستدعي اللقاء والمناقشة والاتفاق وهذا ما يحصل بين الحين والآخر.

* من ضمنها الحدود البحرية..؟

- نعم، وهذا الكلام ينطبق على ما أشرت إليه، وتقريباً لم يبق إلا بعض الدول التي لها حدود بحرية في البحر الأحمر بيننا وبين الأشقاء في مصر والسودان وإريتريا، وهذه أمور في طريقها للاتفاق والحل النهائي، أما ما عداها فنحن انتهينا مع الأردن واليمن، وفي الخليج هي شبه متكاملة، ولم يبق إلا جزئيات تنفيذية إن شاء الله سوف تتم.

* بعد إنشاء الهيئة العامة للمساحة السعودية ما أفكاركم وخططكم المقبلة؟

- أفكارنا لا حدود لها، وما يقيد أفكارنا ومشروعاتنا الإمكانات، وأفكارنا تدور حول خدمة علمية للإنسان كإنسان، وللدولة كمحضن لهذا الإنسان في المجال الحضاري يستلزم من كل مواطن أن يدلي بدلوه في سبيل توثيق وسائل التطوير والعمل، ومن أهمها المعلومات، والمعلومات التي نبحث فيها هي المعلومات الجغرافية والمعلومات الإضافية التي هي أساسها المساحة التي هي جمع المعلومات عملياً من الأرض ووضعها في أشكال تقدم في شكل خرائط وأشرطة وسيديهات لاستخدامها في وسائل التقنية الحديثة التي في ضوئها يستطيع صانع القرار أن يطمئن على أن قراره يستند إلى خلفية صحية واحتمالات التعثر فيها تقل واحتمالات النجاح تكثر؛ لأنه على معرفة بالأرض. ومن اهتماماتنا في هذه الهيئة أن نقدم هذه المعلومة الصحيحة بدقة وشمولية لكل إنسان يتخذ قراره من أعلى مسؤول إلى أصغر مسؤول والإنسان العادي في الحياة العامة وكلهم لا يستغنون عن هذه المعلومة، وكل إنسان يخرج من بيته لقضاء حاجة ما لا بد أن يفكر كيف يصل إلى مكانه الذي يقضي فيه هذه الحاجة؛ ليعرف كيف يذهب وكيف يعود وما هي أفضل الطرق والشوارع التي يسلكها، هذا ما يحدث في التحركات اليومية البسيطة؛ فما بالك إذا كان يقصد مسافات طويلة، وفوق ذلك إذا كان يتحرك في مجموعات بشرية أو ينشئ أماكن ومناطق حضارية لتعيش فيها أمم بحيث يستثمر بيئة الأرض وتربتها وخصوبتها وماءها؟! كل هذا بالطبع يحتاج إلى معلومات عامة عن الأرض، وهذه المعلومات تقدمها المساحة والخرائط.. ونحن نعمل لكي يصل كل إنسان لاتخاذ القرار على معرفة بيئية دقيقة لتنفيذ القرار والدولة في الواقع قراراتها مبنية على مثل هذه التقارير والمعلومات من أجل أن تتلاشى عدم استنزاف الموارد وعدم صرفها في مواقع لا تناسب العمل الذي تعمل على تنفيذه بحيث يُختار لكل عمل أفضل البيئات الجغرافية وأفضل المشاريع. هذا أملنا وطموحاتنا أن نقدم المعلومات لكل إنسان يحسن استثمار المعلومة في أداء واجبه.

* ولكن هل انتهيتم من مسح المملكة جغرافياً كمناطق وهجر وقرى وأرياف وصحار؟

- كلياً.. لا، ولكن لدينا مسوحات شاملة معينة على مستويات معينة على بعض المناطق من المعلومات والخرائط، لكن لا تزال هناك مسوحات مختلفة لمستويات أخرى من الخرائط ومقاييسها واستخدامات أخرى.. نحن نفذنا في الأصل خرائط أخرى للمملكة لخدمة القرار المدني والقرار العسكري في بداية أعمالنا بالتنسيق والاتفاق مع وزارة البترول، وعملنا مسحاً شاملاً للمملكة، ومن خلال هذا العمل أعددنا خرائط كثيرة للمجالات العسكرية والمدنية، لكن الخرائط بطبيعة عملها تستغرق بعض الوقت والإنسان لا يتوقف من خلال بناء المدن والطرق والمنشآت والمصانع والقرى والهجر؛ ولهذا، ومن خلال هذا التطور الهائل في المملكة، أصبح لزاماً علينا أن نعيد النظر في بعض الخرائط القديمة، ويحتاج الأمر إلى تحديث هذه المعلومات، وهذا ما نعمل عليه لتحديث الخرائط والمعلومات؛ لذلك لا نستطيع أن نقول إننا غطينا المملكة؛ لأن عمل الخرائط عمل مستديم تحكمه عوامل كثيرة الأولويات يتحكم فيها كثرة النشاط البشري وتجمع الإنسان في أي مكان والأماكن التي لا يكثر فيها الإنسان هي أقل أسبقية وأهمية في تعداد الخرائط؛ لذا نركز على الأماكن الأكثر انتشاراً من ناحية السكان.

* هل توجد لديكم الكوادر الكافية التي تعمل في المسوحات والخرائط؟

- منذ نشأة هذا الجهاز، وبتوجيهات من سمو الأمير سلطان - حفظه الله - ونحن نعد الكوادر، وهذه الكوادر تحتاج إلى عملية طويلة؛ فأنت تثقف الإنسان ثقافة مهمة، سواء جاء من الجامعة أو أي جهة؛ فأنت تعيد تكييفه ليعمل عملاً خاصاً؛ لأنه ليس من الأعمال المتداولة التي يطرقها أي إنسان وليست من الكثرة بحيث يكون القادرون على العمل فيها كثيرين. نحن نعمل في قناة محددة ونحرص على تأهيل الكوادر، ولكي نصل إلى المستوى المطلوب نمر بمراحل عدة تستغرق وقتاً طويلاً؛ حتى نؤهل مثل هذه الكوادر إلى مراحل عليا.. لكن الكوادر الموجودة لدينا كافية لبناء الأساس والتأهيل لم يتوقف ولن يتوقف ولن نستغني عن استقطاب بعض الخبرات مهما بلغنا من الخبرات العالمية من الدول التي سبقتنا في هذا المجال.. نحن دائماً نستفيد من قدراتهم وخبراتهم؛ لنطور قدراتنا.

* هل تفكرون في شراء طائرات خاصة في مجال عمل الخرائط الخاصة بأعمال الهيئة؟

- بالطبع النية موجودة، وسبق بحثها، وصدرت عليها موافقات، ولكن حتى الآن لم تسمح الظروف بشراء مثل هذه الطائرات، لكن نحن نستفيد من الطائرات الموجودة حالياً، ومن الشركات العالمية التي لديها طائرات خاصة في مجال عمل المساحة الجوية، ونتعاقد معهم في أعمال كثيرة، وهذا الذي صارت عليه الأمور منذ البداية ولا تزال. والمملكة عندها القدرة على التصوير الجوي، سواء بالرادار أو بالتصوير، وهذا إن شاء الله سيدعم في الخطط المستقبلية القريبة.

* وماذا عن علاقات الهيئة بالمصالح الحكومية؟

- معظم مصالح الدولة لنا علاقة بها وكل نشاط على الأرض لنا ارتباط به، ومثلما قلت لك سابقاً فمعظم نشاطات الإنسان على الأرض مرتبطة بعملنا، وهناك تعاون كبير مع حماية الحياة الفطرية ومع الرئاسة العامة للبيئة، وهناك تفاوت من خلال استعمال كثير من الخرائط التي تنتجها الهيئة العامة للمساحة، وفي معظم الأحيان يكون هناك فرق، وسوف يستمر.

* كان هناك مشروع بين الهيئة ووزارة التربية والتعليم لوضع خرائط على مستوى المملكة لمواقع المدارس؛ فماذا تم بهذا المشروع؟

- نحن وضعنا نواة للمشروع من خلال عمل برامج تدريب لمجموعات من الوزارة لوضع قاعدة معلومات جغرافية لجميع المدارس في المملكة، وأخذنا نموذجاً على منطقة الرياض وقدمنا المشروع الأولي للوزارة، وهو المشروع التدريبي، وسوف يستمر هذا المشروع، على الرغم مما قابله من صعوبات، ونحن جاهزون لأي تعاون في هذا الصدد، والهيئة لديها القدرة على تلبية احتياجات أجهزة الدولة وتزويدها بالمعلومات الجغرافية بما يخدم الوطن.

* هل تعطون رأيكم في موضوع إنشاء المدن وأماكن التوطين وبيان صلاحية هذه الأماكن للسكن؟

- نستطيع أن نقدم بعض النصائح إذا طُلب منا ذلك، ولكن هذا ليس مجالنا فهو مجال الجيولوجيين الذين يعرفون تراكيب الأرض وتكويناتها والانشقاقات واحتمالاتها، وعملنا يحتك ويرتبط بهذه الأمور من خلال الدراسات ومسوحات الأقمار الصناعية لتحديد أفضل الأماكن التي تصلح للتجمعات السكنية وتجنب الأماكن التي توجد بها تشققات.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد