قف لا تغادر فالرحيل عناء |
واربط جوادك.. زانت الأجواء |
الله أكبر.. إنها الشقراء |
تغنيك عن وصف المها الأسماء |
هذي مباسمها تجلت لؤلؤا |
وبكل ناحية سنًا وسناء |
وبدت مفاتنها كجنة ربوة |
زهر الرياض بها شذا ورواء |
تاقت إليها في السمو سماؤنا |
ورنت إليها عينها الزرقاء |
وتزاحمت صور الطبيعة لهفة |
فتساقطت دمعاتها الأنواء |
والسحب ماست بالضفائر حلوة |
فتهدلت ينساب منها الماء |
والمهر من تبر الرمال صياغة |
جاءت به بنقائه الدهناء |
يا أيها الشقراء أنت مليحة |
حنت إليك بعشقها الورقاء |
تبدين أرضا في الطبيعة رقعة |
لكن حسنك ذروة وسماء |
والشعر ينظم في بهاك قصائدا |
ما ضمها الإبطاء والإقواء |
وتنافست في حب أرضك أغصن |
وبراعم قد شاقهن بقاء |
وهفا النسيم مهفهفا في رقة |
تبدو عليه سعادة وهناء |
والطير أنشد دون أي قصيدة |
فالشعر أنت.. وأنت أنت غناء |
|
يا دار علم للأنام ثرية |
أنت الضياء.. فشعشعت أرجاء |
يا دار قوم في الحروب رجالها |
لكنهم لحمى الهدى أبناء |
يا دار قوم في التجارة برهنوا |
أن النزاهة مهنة ووفاء |
يا أرض قوم في السخاء حواتمٌ |
وندى الكريم مودة وصفاء |
يا دار قوم في المبادئ أثبتوا |
أن المروءة ديدن ونقاء |
الناس فيها صفوة بل نخبة |
يسمو بها خلق العلا وحياء |
ليست بحاجة أن تعد صفاتها |
أو تستشف لحسنها الآراء |
شقراء حقا لم نوفِّ حقوقها |
ولذا حروف هجائنا بكماء |
هي في الحقيقة فوق كل حروفنا |
يكفي مديحا: (هذه شقراء) |
والوشم كل الوشم زهر مدائن |
أو لوحة رسمت بها الأزياء |
والوشم كل الوشم عقد فرائد |
أو تحفة حفلت بها الأنباء |
|
لا تقبلي مدحا إذا هو ضيق |
فالمسلمون أخوة وسواء |
كوني كعود حازم في حزمة |
ويزفهما للمقدسي حداء |
كوني كيان مبادئ تعلوبنا |
إن الحياة تراحم وعطاء |
حقل التكافل جنة تهفو لها |
كل القلوب يزفها الإطراء |
كوني لسان تآلف وتوحد |
فالجمع في درب الإخاء نماء |
إن التقارب نعمة وفضيلة |
تبنى عليه محبة وإخاء |
والعقل يعظم كلما زانت له |
لغة التواصل.. فالعداء فناء |
لو كان فيك من الجمال نقائص |
لأزاحها بيد الطموح بناء |
المسك أنت وما اعتراك سواده |
بل قيل إنك وردة بيضاء |
|
أنت الأبية دون أي تعصب |
فالمجد يطلب.. والتعصب داء |
مستفعلن، مستفعلن، مستفعلن |
إن الظلام تذيبه الأضواء |
|