Al Jazirah NewsPaper Saturday  20/12/2008 G Issue 13232
السبت 22 ذو الحجة 1429   العدد  13232

شـقراء الوشـم

 

قف لا تغادر فالرحيل عناء

واربط جوادك.. زانت الأجواء

الله أكبر.. إنها الشقراء

تغنيك عن وصف المها الأسماء

هذي مباسمها تجلت لؤلؤا

وبكل ناحية سنًا وسناء

وبدت مفاتنها كجنة ربوة

زهر الرياض بها شذا ورواء

تاقت إليها في السمو سماؤنا

ورنت إليها عينها الزرقاء

وتزاحمت صور الطبيعة لهفة

فتساقطت دمعاتها الأنواء

والسحب ماست بالضفائر حلوة

فتهدلت ينساب منها الماء

والمهر من تبر الرمال صياغة

جاءت به بنقائه الدهناء

يا أيها الشقراء أنت مليحة

حنت إليك بعشقها الورقاء

تبدين أرضا في الطبيعة رقعة

لكن حسنك ذروة وسماء

والشعر ينظم في بهاك قصائدا

ما ضمها الإبطاء والإقواء

وتنافست في حب أرضك أغصن

وبراعم قد شاقهن بقاء

وهفا النسيم مهفهفا في رقة

تبدو عليه سعادة وهناء

والطير أنشد دون أي قصيدة

فالشعر أنت.. وأنت أنت غناء

***

يا دار علم للأنام ثرية

أنت الضياء.. فشعشعت أرجاء

يا دار قوم في الحروب رجالها

لكنهم لحمى الهدى أبناء

يا دار قوم في التجارة برهنوا

أن النزاهة مهنة ووفاء

يا أرض قوم في السخاء حواتمٌ

وندى الكريم مودة وصفاء

يا دار قوم في المبادئ أثبتوا

أن المروءة ديدن ونقاء

الناس فيها صفوة بل نخبة

يسمو بها خلق العلا وحياء

ليست بحاجة أن تعد صفاتها

أو تستشف لحسنها الآراء

شقراء حقا لم نوفِّ حقوقها

ولذا حروف هجائنا بكماء

هي في الحقيقة فوق كل حروفنا

يكفي مديحا: (هذه شقراء)

والوشم كل الوشم زهر مدائن

أو لوحة رسمت بها الأزياء

والوشم كل الوشم عقد فرائد

أو تحفة حفلت بها الأنباء

***

لا تقبلي مدحا إذا هو ضيق

فالمسلمون أخوة وسواء

كوني كعود حازم في حزمة

ويزفهما للمقدسي حداء

كوني كيان مبادئ تعلوبنا

إن الحياة تراحم وعطاء

حقل التكافل جنة تهفو لها

كل القلوب يزفها الإطراء

كوني لسان تآلف وتوحد

فالجمع في درب الإخاء نماء

إن التقارب نعمة وفضيلة

تبنى عليه محبة وإخاء

والعقل يعظم كلما زانت له

لغة التواصل.. فالعداء فناء

لو كان فيك من الجمال نقائص

لأزاحها بيد الطموح بناء

المسك أنت وما اعتراك سواده

بل قيل إنك وردة بيضاء

***

أنت الأبية دون أي تعصب

فالمجد يطلب.. والتعصب داء

مستفعلن، مستفعلن، مستفعلن

إن الظلام تذيبه الأضواء


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد