Al Jazirah NewsPaper Saturday  20/12/2008 G Issue 13232
السبت 22 ذو الحجة 1429   العدد  13232
النعيمي أمام المنتجين والمستهلكين في لندن:
عوامل أخرى غير أساسيات العرض والطلب تتحكم بأسعار النفط

الرياض - عبدالله البراك

مع وصول أسعار النفط إلى مستويات تقارب ال(36) دولا راً وهو أدنى مستوى يحققه على مدى الأربع سنوات الماضية ألقى وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي كلمته في اجتماع لندن لوزراء الطاقة ذكر فيها عدة جوانب تلف موضوع النفط والطاقة منها أن هناك عوامل أخرى غير أساسيات العرض والطلب تتحكم بأسعار النفط صعوداً وهبوطاً كما ذكر النعيمي ان الوقود الاحفوري ممثلا ب(الفحم والغاز والبترول) تسد نحو 85% من احتياجات الطاقة العالمية ويتوقع لها أن تقوم بذلك خلال العقود القليلة القادمة كما توقع أن يعتمد العالم على الوقود الاحفوري لسد نحو 80% من الاحتياجاته حتى العام 2030 على الأقل.

كما أن النعيمي دعا إلى تطوير مصادر بديلة ومتجددة للطاقة مع الوعي بقدرة هذه المصادر في الوقت الراهن حيث انها تواجه الكثير من العقبات الفنية والتجارية والبيئية والاقتصادية التي يجب التغلب عليها قبل أن يصبح هذا الخيار مجدياً من الناحيتين الاقتصادية والتشغيلية، وتطرق النعيمي في كلمته إلى أن ما يؤثر سلباً على الوضع الاقتصادي العالمي وعلى روح التعاون والشراكة النظام الضريبي، فالسعر الذي يدفعه المستهلك مرتفع للغاية في العديد من الاقتصادات المتقدمة، ويزيد عن أسعار السوق بنحو 80 دولاراً للبرميل بسبب الضرائب، وهذا يمثل عبئاً على القدرة الاستهلاكية للأفراد، ومن ثم يعرقل النمو الاقتصادي، ولا ينبغي أن يثقل كاهل المستهلك بالضرائب في الوقت الذي يتوقف فيه النمو الاقتصادي كما أن انخفاض أسعار الطاقة من مستوياتها القياسية في يوليه كان من المفترض أن يحصل المستهلكون على وفر يقدر بترليونات الدولارات ولكن مع رفع الضرائب سحب هذه السيولة المطلوبة وهذا ما يشكل ضغطا على الأوضاع الاقتصادية, واكد وزير البترول في كلمته إلى أن المملكة العربية السعودية ماضية قدما في التزامها وغير متأثرة بالأوضاع الاقتصادية حيث انها التزمت برفع طاقتها الإنتاجية إلى نحو 12.5 مليون برميل في اليوم بحلول السنة القادمة.

وأضاف ان التزام المملكة بالرغم من ضخامته لن يكون كافيا لسد احتياجات سوق البترول العالمية في المستقبل وشدد النعيمي على تنحية الأغراض السياسية والايدولوجية الخاصة فالتعاون والوضوح والتواصل والالتزام بالشراكة هي العناصر التي تحد من الضبابية وتحقق الاستدامة.

وتعليقا على كلمة الوزير قالت الدكتورة نورة اليوسف رئيسة قسم الاقتصاد في جامعة الملك سعود بالنسبة للسعر العادل للنفط فنحن نتحدث عن سعر يستطيع فيه المنتجون المحافظة على استثماراتهم فعند انخفاض الأسعار تتوقف كثير من الاستثمارات فلا يكون هناك إمدادات كافية لتلبية الطلب المستقبلي على البترول وبالنسبة للطاقة البديلة فإذا انخفضت الأسعار يقل الاهتمام بتطوير المصادر البديلة والمملكة تستثمر في الطاقة المتجددة وحول إزالة الكبريت فقد نجحت المملكة وهذا من اهتمامات المملكة بالطاقة.

ومن ناحية التعاون بين المنتجين والمستهلكين فدائما ما نطالب الدول المستهلكة بتخفيض الضرائب لخفض الأعباء على القدرة الاستهلاكية للأفراد وحول اهتمام المملكة بزيادة الطاقة التكريرية والإنتاجية فهذا سيؤدي لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة مع العلم اننا بتنا بحاجة إلى موارد بديلة ويجب على المنتجين والمستهلكين التعاون لتحقيق الهدف المشترك وهو الحصول على طاقة مستدامة بأسعار معقولة.

الجدير بالذكر ان رئيس منظمة أوبك شكيب خليل توقع ان أسعار النفط ستستقر على الأرجح قرب مستوياتها الحالية في ديسمبر قبل أن تحدث تخفيضات إنتاج أوبك أثرها في تعزيز السوق.

ومع تراجع أسعار النفط عن 40 دولارا للبرميل توقع عدم استمرار ذلك الاتجاه في أعقاب قرار أوبك يوم الأربعاء خفض الإنتاج بدرجة أكبر.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد