إن صالات السينما والافلام بمختلف أشكالها ما هي إلا نتاج الحركة الفكرية والثقافية التي يعيشها البلد وبمباركة رسمية وعلى مسرح مركز الملك عبدالعزيز الثقافي في أبرق الرغامة بجدة عرض فيلم (مناحي) للجماهير وبتذاكر رمزية وهذا يمثل تحولا جوهريا عن المسار المتشدد بشأن السماح بإنشاء دور عرض سينمائية ورفع القيود التي تحد من انطلاق دور عرض سينما في عدة مناطق من المملكة.
ويعلم الجميع ان مشاهدة الأعمال الفنية كالأفلام والمسرحيات، الأصل فيها الإباحة مادامت أنها لا تعرض شيئًا منافيًا لآداب الإسلام.
ولم يكن الإسلام يومًا ما يحارب الفن، بل شجع عليه، في إطار يتواءم مع الفطرة الإنسانية النظيفة، فالفن أداة لو أحسن استغلالها بل على الإسلاميين أن يدخلوا هذا المجال ولا يغفلوه وأن يجعلوه وسيلة للإصلاح، فساعتها يتغير كثير من ملامح المجتمع المسلم.
كما أن المجتمع في حاجة إلى عرض الأخلاق الحميدة وتاريخ الإسلام الناصع وحل كثير من مشكلات المجتمع عن طريق هذه الأداة الفعالة ذات التأثير الكبير في طبقات المجتمع على اختلافها.
والذي أعرفه أن السينما كغيرها من الوسائل الحديثة سلاح ذو حدين: يُحسن بعض الناس استخدامه، فينفعون به الأمة والوطن، ويَخْدُمُون به الدِّين والأخلاق الفاضلة فيكون في هذه الحالة خيرًا وبركة ويُسيء بعض الناس استخدام هذا السلاح الخطير، فيُحَرضون به على الجريمة أو الرذيلة أو التحلل أو غير ذلك من وجوه الانحراف الحسِّي أو النفسي أو الأخلاقي أو الاجتماعي، فيُصبح هذا السلاح بلاءً ووباء.
ونحن في أشد الحاجة إلى الانتفاع بسلاح السينما في خدمة الدين والقيم الأخلاقية والمبادئ الصحيحة، وفي خدمة الروح الوطنية وفي خدمة الأمة بتعليمها وإرشادها إلى طرق العِزَّة والقوة والكرامة، ولا يكفي لإقامة دور السينما في بلادنا النوايا الطيبة، إذ لابد من التخطيط للتعامل مع ما يعرض في السينما بكافة عناصرها، ليس فقط نظريا، بل تطبيقيا. فالذي اعرفه ان السينما مثل محلات الفيديو التي في كل مدينة سعودية ومثلها شاشات العرض الكبيرة التي في المقاهي والمراكز والمعارض، ولكن الخلاف هو على آليات العرض وبيئتها وواقعها المشهود.. لذا لابد أن نرجع إلى سبب انقطاعها السابق حتى ندرك مسار المستقبل، وأظن أننا بحاجة ماسة لدراسة خطواتنا القادمة قبل التنفيذ.
عبد الله عبدالرحمن سليمان العايد