أن تهتم الأسرة الدولية بالوضع في المنطقة العربية وتستجيب للجهود العربية لتحريك عملية السلام في المنطقة، فهذا بلا شك أفضل بكثير من حالة الجمود التي فرضت على عملية السلام وأتاحت لإسرائيل تحقيق الكثير من خططها التي تعتمد على فرض الأمر الواقع.
ولقد أثمرت الجهود العربية التي تقودها المملكة العربية السعودية وجامعة الدول العربية، فقدمت الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الروسي مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي تضمن مبادرة أمريكية - روسية لإشراك مجلس الأمن في عملية السلام في المنطقة، وسيبحث أعضاء مجلس الأمن الدولي الذي من المقرر أن يجتمع على مستوى وزراء الخارجية المبادرة، كما عقدت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندليزا رايس ونظيرها الروسي سيرغي لافروف والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا لقاءً رباعياً، وأكدوا جميعاً بعده بوصفهم ممثلي الاتحاد الرباعي لصنع السلام في الشرق الأوسط، أكدوا دعمهم لعملية السلام الفلسطينية - الإسرائيلية التي انطلقت قبل عام في أنابولس.
مؤكدين أن عملية المفاوضات الثنائية التي انطلقت في أنابولس لا تراجع فيها وأن من الضروري تكثيف هذه المفاوضات لإنهاء النزاع وإنشاء الدولة الفلسطينية في أقرب وقت ممكن تعيش بسلام وأمان إلى جانب إسرائيل.
اللجنة الرباعية بممثليها الكبار اجتمعت بوزراء الخارجية العرب الذين يقود وفدهم سمو الأمير سعود الفيصل وأمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى ليشكل هذا الاجتماع الأعلى مستوى بين المجموعة العربية اللجنة الرباعية إضافة مهمة في سلسلة الاجتماعات والتحرك الذي تشهده المنظمة الدولية لتحريك السلام في المنطقة والذي يسبق تسلم الرئيس الأمريكي الجديد مسؤولياته وهو ما يعطي أهمية مضاعفة لهذا التحرك، كما أن هذه الاجتماعات وقرب صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بمبادرة أمريكية يجعل عملية السلام في المنطقة وإنشاء الدولة الفلسطينية من مهام ومسؤولية مجلس الأمن الدولي، يعد إنجازاً وتقدماً ملموساً ينهي حالة الجمود والتردد اللتين أضرتا كثيراً بجهود السلام، ويخفف من الانحياز إلى الجانب الإسرائيلي، ما سيسهم في التعجيل بإنهاء النزاع العربي الإسرائيلي ويحقق إقامة الدولة الفلسطينية.
****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244
