Al Jazirah NewsPaper Wednesday  17/12/2008 G Issue 13229
الاربعاء 19 ذو الحجة 1429   العدد  13229
وتاليتها
د. هند بنت ماجد الخثيلة

الجهود الجبارة التي تبذلها المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - ومن خلال تفان مختلف العزائم في الجهات المسؤولة الرسمية وعلى رأسها وزارة الداخلية التي تطبق على الأرض فكر رجل يعش هذه الأرض، ولا يذر صغيرة ولا كبيرة إلا ويوظفها باقتدار من أجل أمن وأمان هذا الوطن، ذلك هو صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز - وزير الداخلية - وقد تجلى ذلك في الرجال الذين وقفوا على الأرض لخدمة زوار رب السماء والأرض وما بينهما، الكل يشيد بهذه التوسعات، وبهذه الجهود الرائعة في الإنشاءات والأنظمة، لكن هناك فاصلة تحتاج إلى وضعها على طاولة التشريح وعلاجها بالإبداع نفسه الذي تمت به معالجة بقية العقبات التي كانت تعترض سلاسة الحج وعلى رأسها عقبة رمي الجمرات. هذه المشكلة تكمن في المواصلات بمجملها داخل المشاعر، وبخاصة في عملية تنقل الحجيج من وإلى المشعر في ظل ازدحام كثيف يزيد من المشكلة تعقيداً.

أكثر ما يفاقم هذه المشكلة وسائط النقل المستأجرة وبخاصة الحافلات التي لا يعرف الكثير من سائقيها النظام المروري المعمول به، ولا خطة المرور، ولا الشوارع المستحدثة، ولا المخارج والمداخل المحددة للسير.

أحد السائقين - الذي فاته المخرج - حاول أن يعوضه بالمخرج الذي يليه، وكان ممنوعاً، لكن تخطى ذلك المخرج يعني التوجه إلى الطائف في ظل عدم معرفة السائق بمخرج للعودة. وحين دخل السائق في المخرج قابله رجل المرور الذي أشار إليه بالعودة، لكن السائق لم يتمثل، وحاول أن يصل إلى الشرطي ليفهم الأمر، فلم يتوان الشرطي فأشهر عصاه وهوى بها على الزجاج الأمامي للحافلة فتناثرت في وجه السائق ومن في مقدمة الحافلة وبعدها مباشرة قفز (المرشد) المرافق للحافلة وفتح كيساً، وطلب من الحجاج أن يجودوا بما تجود به نفوسهم على سبيل - القطة - وامتدت الأيدي إلى الكيس واضعة فيه ما وصلت إليه!!

لم تكن المشكلة في من لم يملك مالاً، لكنها كانت في الحافلة التي وقفت هناك دون حراك ولا مخرج، ليسير حجاجها إلى الوراء عدداً من الكليومترات سيراً على الأقدام وهي المسافة التي كانت يلزمهم قطعها من مزدلفة لمنى لرمي الجمرات.

قلة خبرة سائق، وضيق صدر شرطي، أديا إلى أن يخسر الحجاج مالاً ولأن يمتطوا أقدامهم على الرغم من بينهم من لم تكن قدماه قادرة على حمله...

وتاليتها؟!!



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5940 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد