Al Jazirah NewsPaper Wednesday  17/12/2008 G Issue 13229
الاربعاء 19 ذو الحجة 1429   العدد  13229
مستعجل
تزوير في المجال الطبي..!!
عبد الرحمن بن سعد السماري

الخبر الصغير (العادي) البسيط.. الذي سيق قبل أيام.. والصادر عن الهيئة السعودية للتخصصات الطبية.. عن مجرد كشف (758) ممن يمارسون المهن الطبية والصحية.. كلهم بشهادات مزورة (مرَّ) علينا كأي خبر آخر يتعلق بأي موضوع أو قضية هامشية بسيطة.

** (57) طبيبا مزورا.. ويعلم بلا شهادة.

** (243) صيدلياً يعمل بشهادة مزورة وليس صيدلياً..

** و(71) يعملون في مجال البصريات.

** و(39) فنياً يعملون في مجال المختبرات.

بل و(14) في مجال التحذير.. وهو من أخطر المهن وأكثر مجالاً يموت فيه الناس.. وتخصصات أخرى تشهد ممارسين، مزورين كاذبين.. دخلوا المهنة من باب النصب.

** أرقام مخيفة لا تكاد تصدقها.. ولكن.. ما هو العقاب؟

شخص يتلاعب بحياة وصحة الناس.. وربما كان سبباً في موت بعض الأشخاص.. يكتشف وهو يمارس مهنة طبية خطيرة بلا شهادة.

** إنسان تعمد إيذاء الآخرين.. وتعمد تعريضهم للخطر والموت.. وربما كان سبباً في موت بعضهم.. ومع ذلك.. فالأنظمة كما يبدو (متسامحة) (سهلة) وتؤخذ الأمور ببساطة.. وكلها عقوبة بسيطة - هذا.. إذا اكتشف - ثم يعود إلى منصبه في مجال آخر.. وقد يكتشف أو لا يكتشف.. وحتى لو اكتشف للمرة العشرين.. فالمسألة كالعادة (عوافي).

** شخص يتجرأ بالنصب والاحتيال والكذب والتزوير في المجال الطبي ويقتحم هذا المجال من باب النصب.. ويدعي أنه طبيب ويعالج الناس ويصرف لهم الدواء.. وربما أجرى بعض العمليات.. وربما تسبب في موت بعض البشر.. ومع ذلك.. يطبق في حقه مجرد أنظمة ولوائح وعقوبات (نظامية) ضعيفة لا تزجر من يدخل هذه المهنة من باب التزوير والتلاعب.. بل ربما ستشجعه.

** فالذي يُزور شهادة طبية ويدخل المجال الطبي.. من الراجح أن يتسبب (عامداً) مختاراً بإرادته.. في وفاة شخص أو أشخاص.. وما جزاء من يتعمد قتل النفس أو الأنفس؟!

** لو أن كل واحد من هؤلاء.. يعرف أن هذا جزاؤه.. هل سيتجرأ أحد على التزوير أو التلاعب في شهادة طبية أو شهادة طبيب.. حتى وصل عددهم إلى قرابة الـ(800) شخص خلال فترة.. وهل سيتجرأ (57) شخص بتزوير شهادة طبيب ويمارس على أنه طبيب؟!

** والمزور بكل المقاييس.. مجرم.. فكيف إذا كانت جريمته أو تزويره في مجال خطير للغاية.. مجال من أخطر المجالات.. مجال قد يفضي إلى موت شخص أو أشخاص؟

** إنها جريمة مزدوجة مضاعفة، فالمجرم في هذا المجال.. لا شك أنه درس الأنظمة والعقوبات قبل أن يقدم على جريمته.. ولو أنه يعرف مسبقاً أن العقوبة صارمة.. وأنه قد يدفع نفسه ثمناً لذلك مثلما عرض أنفس الآخرين للخطر.. لفكر ألف ألف مرة قبل أن يسير في هذا الطريق الخطير.. لكنه عرف أن المسألة (بسيطة) كلها عقوبات بسيطة.. وكلها فترة بسيطة.. ويعود مجدداً.. أو يؤهل مجدداً مجرم آخر.

** أعود وأقول.. إن بعض الأنظمة والعقوبات.. هي التي تفتح شهية هؤلاء المجرمين للإجرام.. وهي التي تسهل الطريق أمامهم.. وهي التي تشجعهم.

** المطلوب.. عقوبات صارمة بحجم هذه الجريمة الخطيرة.. التي قد تقود إلى الموت.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5076 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد