الجزيرة - عبدالرحمن السريع
أعد الفرع النسائي بهيئة حقوق الإنسان بمنطقة الرياض خطة توعوية لنشر ثقافة حقوق الإنسان بين الأوساط النسائية لدعم قدرة المرأة على حماية حقوقها من أي انتقاض أو اعتداء وفقاً لتعاليم وأوامر الشريعة الإسلامية الغراء..
وحرص الفرع النسائي للهيئة أن تشمل جهوده التوعوية والتي يتم تنفيذها ضمن مشاركة المملكة في الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان محاضرات لطالبات الجامعات والمدارس والتربويات لتحقيق أفضل استفادة من هذه المناسبة.. (الجزيرة) التقت د. وفيقة الدخيل المشرفة على الفرع النسائي بهيئة حقوق الإنسان بالرياض فكان هذا الحوار..
مع احتفال دول العالم بالذكرى (الستين) للإعلان العالمي لحقوق الإنسان.. هل ثمة برامج خاصة للفرع النسائي بهيئة حقوق الإنسان السعودي يتم تنفيذها في هذه المناسبة؟
- يعتزم الفرع النسوي بالرياض لهيئة حقوق الإنسان المشاركة في الاحتفال بهذه المناسبة بعدد من الفعاليات تشمل تقديم محاضرة تعريفية بحقوق الإنسان ونشاط الفرع النسوي للهيئة في كلية الاقتصاد المنزلي والتربية الفنية التابعة لجامعة الرياض وذلك يوم الثلاثاء 18 ذو الحجة 1429هـ، كذلك تقديم محاضرة تعريفية بحقوق الإنسان ونشاط الفرع النسوي في كلية التربية الأقسام الأدبية للبنات بتاريخ 7 - 8 محرم 1430 هـ، وسيتم تقديم المحاضرات من قبل الأستاذة/ نجلاء الجمعان، رئيسة قسم قضايا المرأة (الشكاوي) وتوزيع عدة مطبوعات توعوية وتعريفية خاصة بالهيئة.
ونظراً لتزامن هذا الاحتفال مع افتتاح الحملة التوعوية الأولى لدعم المرأة (النساء شقائق الرجال ما أكرمهن إلا الكريم ولا أهانهن إلا اللئيم) برعاية كريمة من حرم خادم الحرمين الشريفين سمو الأميرة حصة بنت طراد الشعلان حفظها الله وذلك يوم الاثنين 1 محرم 1430 هـ سوف يتضمن الحفل التعريف بالفرع النسوي للهيئة ومحاضرة عن حقوق المرأة ومن المقرر أن يشارك الفرع في هذه الحملة والتي لمدة عام كامل، بعدة أنشطة تشمل:
- ندوة حقوق المطلقات والمعلقات.
- ندوة (الدعوة للتخلص من العنف ضد المرأة).
- حقوق المرأة من ذوي الاحتياجات الخاصة وحقوق المسنات.
- حقوق المرأة المالية ومناقشة مفهوم الوكيل في الدوائر الحكومية.
- مسابقة أفضل مقال معبر عن العنف ضد المرأة.
- زاوية مقالات (أين حقي) في النشرة الشهرية لهيئة حقوق الإنسان.
- الزاوية التوعوية الأسبوعية بحقوق المرأة في صحيفة الرياض.
هناك مؤشرات كبيرة على أن المرأة السعودية لا تجد صعوبات في المطالبة بحقوقها الإنسانية فما صحة ذلك؟
- حقيقة إن المرأة السعودية لا تزال توجه بعض الصعوبات في المطالبة بحقوقها الإنسانية نظراً إلى عدة عوامل أهمها:
- جهلها بحقوقها التي ينبغي أن تطالب بها في حال حرمت منها.
- هيمنة المجتمع الذكوري والتي تتمثل في سيطرة الرجل سواء كانت هذه السيطرة تمارس من قبل أفراد العائلة (الأب، الأخ، الزوج أو الابن) أو مرؤوسيها في العمل.
- عدم التزام البعض بتنفيذ ما شرعه الكتاب والسنة من حقوق للمرأة.
- القصور في توعية المرأة بحقوقها كاملة تعليمياً وإعلامياً.
- انخفاض المستوى المعيشي للمرأة والذي أدى إلى انصرافها عن المطالبة بحقوقها والتي لا تعد من أولوياتها.
هل ثمة جهود للفرع النسائي بهيئة حقوق الإنسان لحماية حقوق المرأة والطفل؟ وما آليات تحقيق هذا الهدف؟
- تتركز جهود الهيئة في هذا الشأن على محورين أساسيين، المحور الأول: دعم الطفولة ويشمل ذلك إقامة الحملات الموجهة للأطفال وذويهم لتوعيتهم بحقوقهم وكيفية مطالبة الطفل بالشكل السليم، والمشاركة الفاعلة في جميع المؤتمرات والندوات المتعلقة بالطفولة، كذلك المشاركة في المهرجانات الموجهة للطفل.
أما المحور الثاني فيتركز على دعم المرأة، ويتضمن حملات موجهة للمرأة ومن ضمنها حملة حماية المرأة من العنف لمدة عام وتبدأ من 1 - 1- 1430 هـ، تتخللها ندوات ولقاءات على مستوى الجامعات والكليات لمخاطبة المرأة من جميع الأعمار.
وعلى أرض الواقع تتبع الهيئة عدة آليات لتحقيق أهدافها وذلك بنشر الوعي والتثقيف من خلال الحملات الموجهة للطفل والمرأة والسعي إلى الوقوف على الحالات الموجودة في بعض المنشآت كدور الحماية من خلال الزيارات الميدانية والتنسيق والتعاون مع صناع القرار في المنشآت الحكومية وبالأخص في إمارة منطقة الرياض ودور الرعاية الاجتماعية والوزارات المعنية.
على ضوء ما يتلقاه الفرع النسائي من شكاوي.. ما هي أبرز القضايا الخاصة بحقوق المرأة، وكيف يتم التعامل مع هذه القضايا؟
- هناك عدة أنواع من القضايا أهمها:
1 - قضايا العنف الأسري ويرجع ذلك إلى عدم وجود قانون يحمي المرأة من آثار العنف سواء كانت جسدية أو نفسية بالإضافة إلى غياب القوانين التي تردع العنف وتحمي المعنف.
2- قضايا الطلاق: حيث إن الطلاق بحد ذاته ليس هو جوهر المشكلة ولكن العنف المصاحب له والذي يطال الأطفال عادة وما يتبعه من قضايا كقضايا النفقة والحضانة والولاية وغيرها وهذان النوعان هما القاسم الأكبر في قضايا حقوق المرأة.
هل تمثل بعض التقاليد والعادات الاجتماعية معوقاً لجهود هيئة حقوق الإنسان في حماية حقوق المرأة.. وما هي أبرز الأمثلة على ذلك؟
تعد ثقافة العيب أكبر معود لجهود الهيئة في مجتمع لا يتقبل أن تطالب الابنة والدها بحق الزواج أو غيره. لذا يتردد كثيراً من النساء في المطالبة بحقوقهن حتى لا ينظر إليهن المجتمع هذه النظرة القاسية.
يتم من آن لآخر توجيه انتقادات خاصة بوضع المرأة في المملكة في وسائل الإعلام الغربية، بما تفسرون ذلك؟
- اختلاف الأديان حيث إن الدين الإسلامي تكفل بكامل حقوق المرأة في جميع جوانب الحياة وهو ما يجهله الغرب إلا أن القصور في إيفاء هذه الحقوق يعود إلى العجز في آليات التنفيذ. ثم اختلاف البيئات والثقافات فما يعد حرية في الغرب قد يعتبر من المحرمات في مجتمعنا الإسلامي أو في عاداتنا وتقاليدنا المحافظة.
ويجب أن نعترف أيضا بأن تقصير الإعلام السعودي في توضيح الجوانب المبهمة للغرب فيما يخص وضع المرأة في المجتمع السعودي ومكانتها كأم وزوجة وابنة وحقوقها التي تكفل بها الدين الإسلامي يساهم في زيادة هذه الانتقادات.
وهل تتناسب إمكانات الفرع النسائي بالهيئة، مع حجم القضايا التي ترد إليها، أم أن هناك حاجة لزيادة حجم الفروع النسائية في جميع المناطق؟
الحقيقة أن الإمكانات الحالية لا تتناسب مع حجم القضايا، فالفرع النسوي في الرياض يخدم المنطقة الوسطى والشمالية والجنوبية لذلك نحتاج إلى أقسام دعم قضايا المرأة ودعم قضايا الطفل وزيادة في الكوادر البشرية وتأهيلهم بالدورات وورش العمل بالإضافة إلى حاجاتها لبعض التخصصات الهامة كالقانون والموارد المالية حتى يتسنى للهيئة القيام بأنشطتها التوعوية والتضامنية.
وكيف ترون ثقافة حقوق الإنسان بين الأوساط النسائية بالمملكة مقارنة بالدول الأخرى؟
ما زالت مفاهيم حقوق الإنسان غير واضحة لدى كثير من النساء وذلك يعود إلى عدة أسباب منها:
- أنها ما زالت في طور الإعداد والإنشاء.
- قصور الجانب الإعلامي فيما يتعلق بنشر هذه الثقافة في الأوساط النسائية المختلفة.
