طهران - أحمد مصطفى
أكد عدد من الباحثين والأكاديميين الإيرانيين ل(الجزيرة) أن الاعتداء على مكتب الخطوط الجوية السعودية بطهران عمل غير حضاري ويسيء إلى العلاقات الثنائية الإيرانية - السعودية. وقال محمد حسين صباغي (أستاذ جامعة) إن الاعتداء على مكتب الخطوط الجوية السعودية، إضافة إلى السفارات الدبلوماسية بطهران، عمل مدان من قِبل المجتمع الإيراني الذي عُرف بانفتاحه على الآخر.
وقال لا ينبغي للحكومة أن تلتزم جانب الصمت إزاء تلك التصرفات التي تصدر من جماعات متطرفة.
وأضاف: كما تحتضن إيران المكاتب الدبلوماسية للدول الأخرى فإن لطهران مصالح ومكاتب في تلك الدول، ويجب احترام تلك المكاتب؛ لأن ذلك مصداق للقيم الحضارية وحوار الحضارات والأديان.
وتعتقد (منال نصيري رئيسة مركز الدراسات للتوعية الإسلامية) أن ما حدث للخطوط السعودية عمل مدان وغير قانوني، وأن آثار العمل تكشف أن الأيادي لم تكن إيرانية فحسب بل هناك جماعات متطرفة تسعى لإفساد وتخريب العلاقات الثنائية.
وأكدت نصيري أن السنوات السابقة كانت حافلة بتلك الأحداث التي عبر عنها رفسنجاني بالأحداث المؤسفة مثل احتلال السفارة الأمريكية وغيرها، وقالت إنني استغربت لذلك العمل لأنه ما ذنب مكتب يقوم بتقديم الخدمات الإنسانية؟ إنه عمل ضد الإنسانية ولا يتعلق بجهة معينة.
ويرى إسماعيل نوريان (عضو في جبهة الإصلاحات) أن جبهة الإصلاحات تدين تلك الممارسات ولا تؤمن بتلك الأعمال المتطرفة، وقال: لقد طرحنا في زمن خاتمي حوار الأديان، وسنؤكد على ذلك في المستقبل، وأن المملكة العربية السعودية وخادم الحرمين الشريفين كانوا السباقين في هذا المجال، حيث نقلوا إلى العالم رسالة الإسلام الرحب، رسالة الإسلام الصحيحة في مقابل ثقافة التفخيخ والتكفير والتدمير والإرهاب.
وأضاف: ليس من حق الجماعات المتطرفة فرض أفكارها بالقوة على الشارع، ونحن أبرياء من تلك الممارسات التي تفخخ العلاقات الدبلوماسية، وأن ما يربطنا بالمملكة أكبر من تلك الممارسات. وتؤكد زهراء موسوي (طالبة جامعية) أن الممارسات المتطرفة جاءت بعد التصريحات المتشددة للمسؤولين؛ حيث لم يستطيعوا ضبط تصرفاتهم. وقالت موسوي إن الجماعات المتطرفة تعتبر تلك الخطابات ضوءاً أخضر؛ لذلك ينبغي على مسؤولينا إدانة تلك الأعمال من خلال المنابر ومن خلال المقالات في الصحف، وإنني أعتقد أن حكومة خاتمي كانت سباقة في هذا المجال، حيث أدانت كل الممارسات المتطرفة واعتبرتها طارئة على المجتمع. وكانت مجموعة إيرانية تطلق على نفسها (إخوان الرضوان) قد هاجمت مكتب الخطوط الجوية السعودية بطهران وألحقت خسائر في مكونات المكتب. وقالت الجماعة في بيان لها على الإنترنت الخميس الماضي إن مجموعة (إخوان الرضوان) استخدمت (قناني حارقة) حيث شوهدت الحرائق في المكتب.