هل حاولت منح جسدك حرية اتخاذ وضعه، ومقاييسه دون تدخل منك؟
بمعنى هل استطعت طولك، قصرك، لون بشرتك، نحافتك، سمنتك عندما عجزت عن الوصول بوزنك إلى الكم الذي تريد وتود، فمنحت جسدك حرية تحديد مصير وزنه ونمت هادئ البال، قرير العين لا تلتفت لمن ينعتك ب (الدب).. أو ب (القلم الرصاص)؟!
د. (فاطمة باركر) رئيسة جمعية الرضا عن الذات العالمية تدعوك إلى ذلك، إلى التصالح مع الجسد، التصالح مع الذات بالنسبة لمن يعانون من السمنة المفرطة ويودون لأنفسهم جسماً رشيقاً لكنهم يفشلون؛ ربما بسبب تدخل عوامل عدة، وسائل الحمية لا تأتي دائماً معها بنتائج إيجابية، منها العامل الوراثي، عوامل نفسية، وبنية الجسم.. وقد يكون رد فعل عكسي للحمية حيث إن تكرار كلمة لا تأكل، لا تأكل، لا تأكل يترتب عليها الإفراط في الأكل بدون إدراك نفسي أو شعور.
لذا أتت (جمعية الرضا عن الذات) ضد تمجيد الحجم الواحد بحسب رأي (د. فاطمة باركر) ورفض مقاييس الجمال، مقاييس (باربي)، مع مناداتها بضرورة تقبل الاختلاف في الوزن والمقاييس طالما أن الجسد لا يستجيب، وأن الطعام المتناول صحي، ووضع الجسد سليم.
ومن وجهة نظري فإن الرضا عن الذات ضروري جداً كي يستطيع الإنسان بعد ذلك تجاوز محنته. قد يرضى الإنسان عن ذاته، عن جسده لكنه يصطدم بأفراد لا يرضون عن جسده وهم ينتقدون زيادة وزنه أو ترهل جسده، فإذا انعكس رأيهم على نفسيته وسعى نحو تحسين وضع وزنه كي لا ينتقد، أو لأنه سئم من كثرة تركيزهم على جسده ربما لا يخرج سعيه بنتيجة لصالحه! فبدل أن يتحسن وزنه ينتكس ويزداد أكثر. و(الدكتورة فاطمة) وصوت الصحة كذلك يتنادون بتكريس الاهتمام بوجود ثقافة غذائية بدلاً من تعذيب الجسد كي ينخفض وزنه. فالسياسة النفسية تدعو إلى حب الجسد كي يصح فلا نجعله عبداً للميزان! لماذا؟ لأن هناك تواصلا عصبيا بين المخ الأول الرأس والمخ الثاني المعدة، ذلك التواصل إن لم يكن جيداً نتج عنه انتكاسة جسدية ونفسية كما لو أنك أشعرت جسدك بكراهيتك له وأن هناك حربا بينك وبينه.
التسمين جبراً يرفضه الجسد، رفضه للتنحيف جبراً لذا قد تحدث الانتكاسة - السوء.
ولأن الجسد جزء من ذاتنا وجب علينا حبه، التصالح معه، وعلاج أمراضه بطرق صحيحة وصحية دون الالتفات لمن يتهكم أو يزدري ويحاول المساس والتجريح، فإن كنت سريع التأثر غير راضٍ عن ذاتك رضا تام، ولست محباً لها حب الواعي، المدرك، المتمعن وجد تهكم المتهكمين ثغرة يدخل إليك من خلالها ويزعزع ثقتك بنفسك، رضاك عنها، قناعتك بها. ليس، فقط، فيما يتعلق بوزنك، بل ربما يمس طولك، قصرك، نحافتك، بثورا طرأت على بشرتك، شحوبا ارتدى ملامحك. فهل لابد من طرق باب تلك الجمعية كي توجد لك مخرجاً مما اعتراك من انتكاسة نفسية؟!
الجمعية بإمكان تأسيسها في داخلنا.. إنشائها والقيام عليها قبل أن نطرق تلك الأبواب.
الطبيب تأتي إليه تعاني مرضاً ما، يصف لك العلاج، تصرفه من الصيدلية، تبدأ في أخذ العلاج بانتظام ولا تجد أو تلمس تحسناً يذكر!! ليس لأن تشخيص الطبيب خاطئ، أو أن الصيدلي صرف لك وصفة شخص سبقك في المجيء!! بل لأنك لم تستشعر الشفاء، لم تؤمن بالطبيب أو بالعلاج، توهمته مرضا عضالا تخشاه.
كذلك الجسد إن رضيت عنه ووثقت به أمكنك تجاوز محن عدة لا محنة السمنة المفرطة فقط.
P.O.BOX; 10919 - Dammam 31443
Happyleo2007@hotmail.com