وقد ظن (الداعية) أن الناس قد فُتنوا به..
فظهر إليهم ضمن سلسلة تبثها إحدى الفضائيات
.. تحاول فيها التناغم مع ذوائق واتجاهات
وأيدولوجيات المشاهدين.. -طبعاً بغض النظر عن المستوى المهني- فقدمت تلك السلسلة الحريرية تعرض فيها (الوجه الآخر).. لعدد من الدعاة والوعاظ.
**.. فظهر (الداعية) الذي ظن الناس قد فتنوا به.. ليبدد حيثيات تلك (الفتنة).. إذ بدا مثل الناس.. يقود السيارات الألمانية والأمريكية ويبتسم ويجلس بين أطفاله ويستخدم (الحاسوب) ويأكل الطعام ويمشي في الأسواق والمتنزهات.. وبدأ يتحدث عن (ضيقه) بالمريدين والمعجبين وعن سوء حظه في ممارسة حياته العادية كباقي مخلوقات الله..!
**.. فهو لا يستطيع التنزه بصحبة عائلته.. لأنه ما إن يتبدى للناس في الأماكن العامة.. حتى يتقاطر عليه (المريدون)
.. وإن (تخفَّى).. (فملامحه) الوضَّاءة أظهر من أن تخفى على بصيرة المحبين الخلَّص.. ناهيك عن المعجبات اللاتي يعرضن أنفسهن عليه للزواج.. وهو من الرفق والحزم بمكان..
بحيث لا يلقي بالاً لمطالبهن..
** والداعية النجم لم تقف شهرته على الداخل
.. بل وصلت إلى أمريكا وأوروبا.. فما إن يذهب إلى هناك.. حتى تتكرر معه المواقف نفسها يحيط به المعجبون من كل جانب....
من المطار حتى محل إقامته.. وأماكن تجواله.. حتى وإن تخفَّى، بأن لبس ملابس.. أهل تلك البلاد..
فإنهم يعرفونه: وينادونه: يا شيخ فلان..؟
وما أتعس حياة النجومية.. التي لا تترك للنجوم فرصة لممارسة حياتهم كباقي الناس..
** والنجم هذا.. (أمة وحدة).. ويمتلك حصافة ودراية في دعوة أصحاب الديانات الأخرى..
فقد رأى -كما يقول- في إحدى جولاته الأوروبية إحدى (المسيحيات) ترتل ما تيَّسر من كتابها.. فقال لها: إن ما تقرأه ليس أهم شأناً من قوله: ((فلان ذهب إلى السوق ثم عاد ثم ذهب...)) مرتلةً.. ..... وكان لهذه الطريقة في الدعوة.. أثرها السحري الذي لا يُقاوم..!
.. بحيث استجابت تلك المرأة لما دعاها إليه...
** ولا شك أن هذه الوسيلة المثلى في الإقناع لا تتأتى إلا لمثل ذلك النجم.. وما يلوي عليه من دراية ومعرفة لم يؤتها إلا هو.. وأمثله أخرى .. تؤزها دوافع مماثلة.. وتأخذ السمت ذاته.. .. حاول النجم الإحلال والإبدال فيما بينها..-لا لكي تشدنا يومياته وطقوسه التي تجعله كالناس في شؤونه تلك-
ولكن ليثبت أنه ليس كالناس.. فعلى يديه تستوي الهداية.. ومن حوله يتكاثر المريدون.. يسعى بهم إلى فضاءات الخير والهدى والنعيم.. وكل الصالحات القانتات من المؤمنات يتمنين الزواج منه..
وكل أولياء أمور الصالحات من البنات (يخطبونه) لبناتهن.. وفي كل زمان ومكان؛ لا يدعه المحبون يهنأ بساعة أو نصفها أو ربعها مع أبنائه- في الأماكن العامة.. لأنهم يتقربون منه بمشاعرهم ومشاكلهم وقضاياهم..
ونموذج (الداعية النجم).. جدير بأن يتوخاه الدعاة الجدد.. لأن الواقع لا يقتضي في هذه المرحلة المريرة من تاريخ أمتنا.. إلا مزيداً من نماذج تحذو حذو مثل هذا (النجم) المنقذ لمخلِّص.. لكي تحظى بالنجومية والجماهيرية والأثرة والمكانة والامتيازات القياسية ذاتها..
Md1413@hotmail.com