شعراء في الظل، لا نعرف عنهم القليل أو الكثير، شعراء طواهم النسيان وغيبتهم الذاكرة وهمشهم الإعلام بقصد أو بغير قصد، فهم شهداء على المرحلة الشعرية التي ساهموا في بنائها وأسسوا لهم تجربتهم الخاصة التي عبروا بها عن الذات والمجتمع والوطن والجزيرة العربية، لهم مساهمات شعرية غنية بقيت حبيسة أدراجهم ورهينة ملفاتهم، بعضهم بحث عن منابع الضوء فعاد من حيث أتى حيث سرقت الأسماء اللامعة مساحات الأضواء ولم تترك لهم حيزا يقفون به أو مسارب نور يتتبعونها، فطمر تجاربهم وحل الصدود والنسيان، فاستقر شعرهم في صدورهم وتلافيف ذاكراتهم، والبعض الآخر لم تسمح له ظروفه المعيشية بالبحث عن الأضواء وزيادة الانتشار أو لم يقتنع بمسألة النشر والتوثيق، فآثر الوقوف بالظل والبعد عن الإعلام نائياً بشعره عن وهج الصحافة وبريق الحضور. وشعراء ظهروا على عتبات الضوء الأولى وأثبتوا تميزهم وأذهلوا الوسط الإعلامي بإبداعهم وتفرد طرحهم، ولكن للأسف اصطدموا بجبال التهميش وأسوار الصدود، فأبت أنفسهم المواصلة في طريق مسدود ومسالك وعرة، إنها الحقيقة التي يجب أن لا تغيب أكثر مما مضى، وهنا يأتي دور الكاتب والمحرر في المطبوعة الإعلامية والمعد في الإذاعة والتلفاز والناقد الواعي والقارئ المتذوق.