إذا كان مجلس الشورى لا يمارس دوره التشريعي فهو على الأقل معني بمناقشة ودراسة الكثير من الهموم والقضايا والرؤى والأفكار في مختلف المجالات، وخصوصاً أنه يضم النخبة والأسماء الخبيرة والمؤهلة لتقديم أفضل الحلول والمقترحات ذات العلاقة بالتنمية والتطوير، وهو يقوم بذلك عبر لجان المجلس الفرعية، والتي من ضمنها لجنة الشؤون الاجتماعية والأسرة والشباب، ويندرج ضمن اختصاصاتها وواجباتها المتابعة والاهتمام بشؤون الرياضة والشباب والأندية الرياضية، وهو توجه رائع وحيوي لخدمة الشباب والرياضة. لكن اللافت والغريب أن هذه اللجنة المكونة من رئيس ونائب وتسعة أعضاء لا يوجد بينهم أي اسم معروف في المجال الرياضي والشبابي أو لديه اهتمامات أو خبرات تساعد اللجنة على أداء عملها وتحمّل مسؤولياتها بطريقة مجدية ومتناغمة مع متطلبات الرياضة ومشكلاتها وأدق تفاصيلها.مع احترامنا الشديد وتقديرنا البالغ لقيمة ومكانة رئيس وأعضاء اللجنة إلا أنهم غير مؤهلين ولا يملكون الخبرة الكافية لمزاولة مهامهم حيال قضايا تتعلّق بالمنتخبات الكروية ومشاكل الأندية ومستوى الاتحادات واللجنة الأولمبية وهموم الاحتراف والتحكيم وأزمة المنشآت ومصير وجدوى ومعنى الاتفاقيات الدولية الثنائية التي نسمع عنها منذ عقود ولا نراها على أرض الواقع، وغير ذلك من أمور فنية وإدارية ومالية وجماهيرية مصيرية وحساسة ومعقدة لا تستطيع اللجنة بحثها والتفاعل معها..كنا نتمنى في هذا الوقت المتلاطم بالاجتهادات الصاخب بالفوضى والكوارث والتجاوزات أن يكون لمجلس الشورى رأي وموقف وتدخل فيما يجري في الشأن الرياضي، وهو مطلب يستحيل تحقيقه طالما أن المجلس يفتقد للكوادر الرياضية، مما يدل على أننا أمام لجان ومسميات صورية شكلية لا غير.. وأن الرياضة ليست في وارد أهدافه واهتماماته..!!
ندير الاحتراف بالهواية
كيف يكون لدينا احتراف حقيقي وطريقة إدارة اتحاد الكرة وهيئة المحترفين واللجان وإدارات الأندية بعيدة تماماً عن الاحترافية، بل إن الجميع غير متفرغين أي أنهم (هواة)..؟!
حتى القرارات والوعود والالتزامات هي في أسلوبها وتنفيذها غالباً ما تأتي بحسب المزاج الشخصي، لذلك تتحول إلى (حبر على ورق) ولمجرد الاستهلاك وصرف الأنظار عن وقائع فضائحية مؤلمة..
لا يعقل بعد قرابة (16) عاماً من تطبيق الاحتراف، وتسمية الدوري الممتاز (بدوري المحترفين) والأندية ما زالت تعمل وتتحرّك وفق دعم ومؤازرة و(فزعة) أعضاء الشرف، كما أن هنالك أندية تلعب في دوري المحترفين ولا توجد لديها مقرات وملاعب خاصة بها.. أندية تُدار بغياب العقليات المحاسبية والقانونية، ومجالس إدارات تشكّل بالانتماء وبقناعات شرفية محدودة وغير مسؤولة..
انظروا لاختيارات الاتحادات واللجان، ولأسماء تدوم وتتكرر على الرغم من أنها أثبتت فشلها وعجزها وعدم مقدرتها على أن تكون بمستوى آمال وطموحات الجماهير السعودية.
نصر بلا أصباغ!
أخيراً وبعد سنوات من التهويل والتضليل والاستسلام لأحلام وخيالات وأوهام العالمية والنجومية والنصر بمن حضر وعدم تشخيص الواقع الحقيقي والهروب إلى تبريرات لا يقرها عقل ولا يقبلها منطق، وبعد إشغال الجماهير بترديد اسطوانة وأكذوبة أن فريقهم مظلوم محروم ومستهدف من الجميع الإعلام والحكام واللجان والاتحادات، وبعد أن تفرّغت الأقلام الصفراء فقط لملاسنة الهلاليين وشتم نجومهم والتشكيك ببطولاتهم بينما الفريق الأصفر يغرق ويتدهور دون أن يحظى بشيء من النقد الموضوعي ومحاولة فهم ومعرفة ما يجري من موسم إلى آخر.. بعد كل هذا وبعد أن بلغ النصر مرحلة صعبة فيها من اليأس والتأزم وانعدام الثقة الشيء الكثير بدأ البعض من النصراويين باكتشاف سر المعاناة ومكامن الخلل، وأن النصر سقط وتداعى بأيدي أبنائه وبأخطاء تتحمّلها أطراف تنتمي للبيت الأصفر وليس من خارجه كما تم تكريسه في عقول الجماهير والترويج له سنوات طويلة..
الآن عرف النصراويون أن الفريق يحتاج إلى غربلة شاملة وإلى إعادة النظر في الكثير من الأفكار والتوجهات الإدارية والفنية والعناصرية، وقبل وأهم من ذلك إلى لغة إعلامية جريئة وفاهمة وقادرة على قراءة الواقع والتعامل مع الأحداث بمهنية خالية من المغالطات والمبالغات وتصفية الحسابات الشخصية واستغفال الجماهير بقضايا خاسرة تهدم الفريق وتدمره وتزيد من معاناته، الأمر الذي حذَّر منه كثيراً الأمير جلوي بن سعود وعدد من الكتّاب النصراويين وفي مقدمتهم الزملاء الأساتذة عبد الله الكثيري ومحمد العيدروس وعبد الكريم الزامل.. لكن أصواتهم ظلت مغيّبة وتمت مصادرتها وإقصاؤها لأنها كانت صادقة وأمينة وصريحة في إيضاح الأمور النصراوية بلا تعتيم أو تدليس أو مجاملة لأشخاص على حساب المصالح الكبرى للنصر النادي والجماهير والحاضر والمستقبل.
وداعاً رمز النقاء والطيبة
رحل سالم العباد أول رئيس للطائي والرجل الطيب الذي ظل هادئاً رزيناً متماسكاً محباً لناديه، ومتصالحاً مع الجميع، وقف على مسافة واحدة مع سائر الإدارات، ليس من النوع المتحمس للدخول في صراعات مع كل من ينتمي للطائي، حتى في اختلافاته لم يتنازل عن مبادئه واحترامه للآخرين، كان - رحمه الله - قارئاً جيداً متابعاً لما يُطرح في الصحافة الرياضية، وكنت دائماً أسعد بتواصله وتفاعله وتعليقاته على ما أكتبه هنا من آراء بشكل ينم عن رقي ووعي أبو عبد الله وكرمه وثقافته وروعة حواراته..خسر الطائي سالم العباد الحاضر الدائم بروحه وقلبه وتواضعه ومواقفه ودعواته النقية الصادقة.. أسأل المولى القدير أن يغفر له ويتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته وأن يلهمنا ومحبيه وأهله الصبر والسلوان.
* * *
* فريق لديه ثقافة البطولات، ويملك عقل وفكر الأمير خالد بن عبد الله، وحيوية وحماس الرئيس عبد العزيز العنقري من البديهي أن يحقق بطولة الخليج وما هو أغلى وأهم منها.
* الحوار التلفزيوني مع رمز كبير وقامة رياضية بحجم وتاريخ شيخ الرياضيين عبد الرحمن بن سعيد أمده الله بالصحة والعافية وطول العمر يعد عملاً متميزاً وسبقاً إعلامياً يسجّل لقناة الإخبارية.
* أجواء وظروف ومتطلبات دورة الخليج لا تحتمل المزيد من المكابرة والقرارات الغامضة من اتحاد الكرة، والاختراعات الفنية من الكابتن ناصر الجوهر..!
* بدء العمل هو فقط الذي سيقطع الشك باليقين وأن حلم منشآت نادي الطائي قد أصبح أمراً واقعاً..
* أجزم أن ملعب مدينة الملك عبد الله بن عبد العزيز في بريدة سيشهد هذا المساء في لقاء الرائد والهلال حضوراً جماهيرياً حاشداً لم يسبق له مثيل منذ افتتاحه..
* أين الدعم الذي قرّرت هيئة المحترفين تقديمه عاجلاً لأندية الرائد والحزم ونجران والوطني وأبها..؟!
* نأمل أن تتخذ الرئاسة العامة لرعاية الشباب موقفاً حاسماً وسريعاً مما يجري في نادي أبها..
* إيقاف أسامة المولد أربع مباريات عقوبة غير كافية للاعب تمادى في عبثه وتهوره حتى وصل به الأمر إلى البصق على زميله الدولي أحمد الفريدي، وقبل ذلك له سوابق في الموسم الماضي وفي المغرب أثناء مشاركة الاتحاد في البطولة العربية قبل أربع سنوات!