قرأت قبل زمن طويل في إحدى الدوريات العربية تحقيقاً ممتعاً ينتقد الموظف العام عبر بعض مواقفه السلوكية والإدارية غير السوية، ونظراً لطرافة الكثير من الملاحظات التي أوردها التحقيق، وملاءمة بعضها لبيئتنا الإدارية المعاصرة، وددتُ أن أعرض بعضاً منها اليوم بشيء من التصرف اللغوي عبر السطور التالية، تاركاً للقارئ الكريم مهمة التعليق عليها بما شاء، كيفما شاء.
***
* يقول التحقيق مخاطباً الموظف:
* إذا كنت من الموظفين الذين لا يملون التهرب من مواجهة صاحب حاجة باستخدام واحدة أو أكثر من الردود (الفلكلورية) التالية: (معاملتك ما هي عندي) أو (معاملتك ما وصلت بعد) أو (يكون خير) أو (راجعنا بكره).. فأنت موظف مهمل!
***
* وإذا كنت من الموظفين الذين يحيلون المعاملات، بسبب وبدون سبب، إلى جهات أخرى لا علاقة لها بها، (زحْلقة) لها.. فأنت موظف مهمل!
***
* وإذا كنت من الموظفين (المنافقين) الذين ينتشون بركام المعاملات على مكاتبهم دون حسم لها ولا بت.. فأنت موظف مهمل!
***
* وإذا كنت من الموظفين الذين (يحتكرون) التوجيه أو الأداء أو القرار، ولا يهيئون البديل لهم تدريباً وتفويضاً، فأنت موظف مهمل!
* وأخيراً، إذا كنت من الموظفين الذي يؤثرون أنفسهم على مصلحة العمل.. فينفقون الوقت سعياً وراء مصالحهم الخاصة.. فأنت موظف مهمل!
***
وهنا:
* استأذن القارئ الكريم بإضافة مواقف أخرى:
* إذا كنت عزيزي الموظف المهمل.. لا تعتد أو لا تعتبر بالحكمة الربانية الخالدة (إن الله يمهل ولا يهمل).. فأنت أكثر من موظف مهمل!
***
* وإن كنت عزيزي الموظف المهمل تعتقد أن تعاملك مع صاحب الحاجة على النحو السابق ذكره يمكن أن يبقى بعيداً عن وعي الرقيب عليك أو المسؤول عنك في إدارتك.. فأنت لست موظفاً مهملاً فحسب.. بل فاسد الذمة أيضاً!
***
* وإن كنت عزيزي الموظف في أي موقع كنت.. وبأي أرض حللتَ بعضاً من تلك النماذج السلوكية التي ينكرها الدين.. وترفضها فكرة الإنسان السوي.. فأنت لا ريب مقصر تجاه دينك.. ووطنك.. ثم نفسك!
***
* إن كنت أياً من تلك النماذج السابقة.. فحاسب نفسك قبل أن تُحاسب.. ولا تلومنّ بعد ذلك إلا نفسك إذا هجرتك المغانمُ، وآثرت القعود مع القاعدين!
***
وبعد..
* اللهم هيّئ لنا -الموظفين منا وأصحاب الولاية علينا - أمرَ رشدٍ.. نعرفُ به الحق حقاً فنتبعه.. والباطل باطلاً فنجتنبه، واصلح اللهم لنا النية والسريرة لتكون أعمالنا شاهداً لنا.. لا علينا.