تعتبر المكتبات العامة المهمة في مدينة بريدة قليلة جداً، حيث توجد فيها ثلاث مكتبات فقط, يمكن أن نقول عنها إنها مكتبات مهمة؛ هذه المكتبات هي: مكتبة الملك سعود العامة، ومكتبة النادي الأدبي، ومكتبة سليمان الراجحي الخيرية.
فأما مكتبة الملك سعود، ومكتبة النادي الأدبي، فهما مكتبتان تقليديتان، تمارسان أعمالهما بطريقة روتينية محبطة.
وأما مكتبة سليمان الراجحي، فهي المكتبة الوحيدة في مدينة بريدة التي يمكن أن نقول عنها إنها مكتبة متجددة تتواكب تماماً مع متطلبات العصر.
لقد تأسست هذه المكتبة عام 1422هـ، وتم افتتاحها بعد سنتين من تأسيسها تقريباً، أي في عام 1424هـ، وهذه المعلومات عن المكتبة تكاد تكون معدومة.
تتكون هذه المكتبة من ثلاثة أدوار، وتحوي قرابة (13000) ثلاثة عشر ألف عنوان، في شتى الفنون والتي منها المنطق، وعلم النفس، والإدارة، إلا أن أغلب مكونات المكتبة هي من العلوم الشرعية.
إضافةً إلى ذلك فإن المكتبة قد حرصت على أن تقتني الأعداد الكاملة لأشهر المجلات العربية كالمنار، والرسالة، وكمجلات البحوث الإسلامية..
تتميّز هذه المكتبة بخدماتها الراقية، وهو ما جعل أعداد الزائرين تزداد يوماً بعد يوم، حتى إن أعدادهم تصل أحياناً إلى مائة زائر في اليوم الواحد، وهي أعداد كبيرة، مقارنة بالمكتبات العامة في المنطقة والتي لا يتجاوز أعداد الزائرين لها أصابع اليد الواحدة.
وأما بالنسبة للمستفيدين فلقد بلغ أعداد الذين أنهوا رسائل الماجستير والدكتوراه، فقط، داخل المكتبة، منذ افتتاحها وإلى اليوم، قرابة الثلاثين شخصاً.
ويعود هذا الإقبال من الباحثين على هذه المكتبة بالذات بسبب أنها قد وضعت غرفاً مخصصة لهم وذلك لمن يحبذون الهدوء التام، علماً بأن تلك الغرف مغلقةٌ بالكامل، وتم تقسيم كل غرفة منها إلى خمس كبائن لا تستوعب سوى خمسة باحثين فقط.
ثم هي إضافةً إلى ذلك، قد مكَّنت الباحثين من البحث عبر الإنترنت، حيث وفرت لهم الرجوع إلكترونياً إلى ما يريدون الرجوع إليه، ففي كل دور توجد ثلاثة أجهزة على الأقل، كلها أعدت للبحث الإلكتروني.
لقد حرصت المكتبة كثيراً في أن تكون أرضيتها نظيفة إلى أقصى حد ممكن، فهي قد منعت الدخول بالحذاء منعاً باتاً، وحتى ولو فرضنا أن شخصاً دخل بحذائه، فإن موظف الاستقبال، سيكون قلقاً لمدة طويلة بسبب ما أصاب المكتبة من أذى!
لكن ومما يجب التنبيه إليه هو أن هذه المكتبة قد منعت الإعارة، بدافع الحفاظ على كنوزها العلمية، إلا إنها عوَّضت هذا القصور بأن خصصت ركناً من أركان المكتبة للنسخ والتصوير، وذلك لكل من يريد الاستفادة من بعض صفحات الكتاب، من دون أن يلجأ إلى نظام الإعارة.
أخيراً فإن مكتبة سليمان الراجحي الخيرية تعد بحق أهم مكتبة متطورة على مستوى منطقة القصيم وهي ما زالت تخطو خطوات سريعة نحو الأمام، والزمن وحده سيؤكد صدق قولي من عدمه .
منصور بن عبد الله المشوح
Maam 1396@hotmail.com