موضوع حقوق الإنسان قد يرتبط في ذهن بعض الناس بالسياسة والسياسيين وعلاقة الدول بشعوبها، ويلاحظ على بعض التقارير الإعلامية تركيزها على هذا الجانب من الحقوق على غيرها، وخاصة في المناسبات الاحتفالية بالذكرى السنوية للإعلان العالمي لحقوق الإنسان وهي في هذه السنة تعيش ذكراها الستين. والحقيقة أن دائرة حقوق الإنسان أوسع من ذلك بكثير؛ فهي تدخل في جميع العلاقات الإنسانية - الإنسانية؛ فلكل فرد في المجتمع حقوق وعليه في مقابل ذلك واجبات سواء داخل الأسرة، أو في المدرسة أو في محيط العمل، أو في أي تجمع بشري صغيراً كان أو كبيراً.
ولقد راعى الإسلام جميع هذه الحقوق وبيّنها في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة. فبين حق ولاة الأمر والشعوب، وحق الوالدين، والأبناء والأزواج، وحق القريب والجار، وحق الأجير ورب العمل، وغيرها من الحقوق. وبالتالي، فإن حقوق الإنسان ليست من المواضيع المستحدثة أو المستوردة من العالم الغربي، أو الشرقي، وإنما هي من المواضيع الإسلامية الخالصة، التي لم يتركها الشارع سبحانه محلا للاجتهادات والتجارب، حتى أن دائرة الحقوق في الإسلام تشمل غير بني البشر؛ إذ تشمل الحيوانات والنباتات، وكل ما يحيط الإنسان من موجودات خلقت لأجله.
وقد تتعارض بعض الحقوق الواردة في المواثيق الدولية مع تعاليم الشريعة الإسلامية؛ ولذلك لا وزن لها كونها نتيجة اجتهادات بشرية ناتجة عن ضغوط سياسية أو مادية وفلسفات وعقائد لسنا ملزمين بها.
وبالتالي، فإن تطبيق الشريعة الإسلامية كفيل بضمان حقوق العباد؛ لأن الشريعة لا تحابي أحداً على حساب أحد، فالكل سواسية كأسنان المشط كما بيّن المصطفى صلى الله عليه وسلم. وما على الناس إلا معرفة هذه الحقوق وتطبيقها؛ ولذلك فإنه من الأهمية بمكان توعية الناس بهذه الحقوق، وتشجيعهم على احترامها. وهنا يأتي دور الإعلاميين والمثقفين، والوعاظ، والمعلمين، وغيرهم ممن يعتبرون من قادة الرأي في محيطهم؛ إذ لا يمكن تصور إمكانية صيانة الحقوق في مجتمع يجهل أصلاً هذه الحقوق، فضلاً عن أن يطبقها أو حتى يحترمها!.
* * *
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMSتبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244