Al Jazirah NewsPaper Sunday  14/12/2008 G Issue 13226
الأحد 16 ذو الحجة 1429   العدد  13226
ما هذا الضجيج؟
عبد الله إبراهيم حمد البريدي

اشتعلت مناقشة موضوع استقدام الخادمات من دولتين آسيويتين، سمح بالاستقدام منهما لأول مرة، وذلك في المنتديات في كل أنحاء السعودية، بينما لم نر إلا مقالات قليلة جداً في الصحف تطرقت لها، وللتدليل على سخونة وحدة الطرح في بعض المنتديات قرأت ونقلت بعض الجمل والعبارات التي وردت في بعض المنتديات من الجنسين ومنها: (الله يعظم أجركم يا السعوديات)، (من هي الزوجة الغبية التي سترضى أن يحضر زوجها شغالة من الطاجيك؟)، (ببساطة الاستقدام من أوروبا الشرقية يعني دخول ضرة لبيتك)، (الآن بإمكاننا أن نؤدب زوجاتنا، يا طاجيكية يالا!)، (يا ربات البيوت جهزن المشعاب الطاجيكيات على الأبواب!)، (الخادمة الشقراء صاحبة العيون الزرقاء على وشك القدوم لمنازلنا)، (الآن ستعيش الزوجات كابوس قدوم الجنس الأشقر والعيون الزرقاء)، (هل ستقبل نساؤلنا أولئك الفاتنات الجميلات أن يعملن في بيوتهن؟)، (أتوقّع أن نسبة الطلاق سترتفع في السعودية.. والمشاكل الزوجية ستزداد مع قدوم هؤلاء الحسناوات إلى السعودية.. الله يستر.. لو تجيبون من الحبشة أو إريتريا أحسن!).

ما نقلته آنفاً ووضعته بين أقواس لا يمثّل إلا نقطة في بحر متلاطم الأمواج من المقالات والردود في كثير من المنتديات السعودية التي ناقشت مسألة استقدام الخادمات من هاتين الدولتين الآسيويتين!

وبغض النظر عن موافقتي أو معارضتي لاستقدام خادمة من هاتين الدولتين، فأنا ولله الحمد لا يوجد في بيتي خادمة لا من إندونيسيا ولا من زيمبابوي، فكيف لي أن أبدي برأيي في الاستقدام من غيرهما؟

لكن رأيي أو تعليقي على هذه المسألة هو أن بلادنا ورجالنا ونساءنا ولله الحمد أكبر وأعلى وأنزه من كل هذه الخزعبلات، فالمرأة فتنة حتى لو كانت سوداء ولم يفرّق الرسول صلى الله عليه وسلم بين جنس وجنس أو لون ولون للنساء، فقد قال صلوات الله وسلامه عليه: (إن المرأة تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان فإذا أبصر أحدكم امرأة فليأت أهله فإن ذلك يرد ما في نفسه). وقال أيضاً في حديث آخر: (فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء). كما قال صلى الله عليه وسلم: (ما تركت فتنة أضر على الرجال من النساء).

فالشيطان عندما يتمكّن من إغواء الإنسان فسوف يزيّن له المرأة مهما كانت، دميمة أم جميلة بيضاء أمس سوداء، طويلة أو قصيرة.. إلخ.

نحن نعلم أن بعض الشر أهون من بعض، لكن لماذا نجعل من الخير شراً؟ لماذا يطرح موضوع استقدام خادمات من منظور مرعب، وعلى أنها كارثة ستحل بنا وبيوتنا؟ أين الحصانة الدينية للآباء والشباب؟ أين ما درسناه وتعلمناه من مناهجنا النيِّرة، ومن آبائنا وأسلافنا من قيم وآداب؟ هل أصبحنا شهوانيين إلى هذه الدرجة؟ (على حسب النقاشات العقيمة المطروحة، ومثالها ما ذكرت سابقاً)!! كيف تسير البيوت إذا فقدت المرأة الثقة بزوجها، أو الزوج فقد الثقة بزوجته؟

أرجع وأكرر إن مجتمعنا أكبر وأنزه من هذه الترهات والخزعبلات المطروحة، ولنجعل من الاستقدام من هذه الدول وسيلة لتصحيح أخطاء وكوارث العمالة من دول أخرى تمادت في الإساءة لنا ولمجتمعنا. والله من وراء القصد.





Al-boraidi@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد