موسكو - سعيد طانيوس:

أشار الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف إلى أن روسيا قد تصبح عضوا في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) ومنظمات جديدة من هذا النوع من أجل إيقاف هبوط أسعار النفط. في وقت وصلت فيه الأزمة المالية العالمية إلى روسيا التي تراجع معدل نموها عن المستوى المتوقع وتفاقمت فيها معدلات البطالة.

ومن المنتظر أن تقرر منظمة (أوبك) في اجتماعها هذا الاسبوع بحضور وزير الطاقة الروسي، خفض الإنتاج بمعدل مليوني برميل في اليوم. ويرى المراقبون أن روسيا ستؤيد هذا القرار وتخفض إنتاجها أيضا توطئة للحصول على العضوية الكاملة في هذه المنظمة في المستقبل القريب.

وفي 23 الشهر الجاري ستحتضن العاصمة الروسية موسكو اجتماعا لرؤساء الدول المنتجة للغاز الطبيعي. وليس مستبعدا أن يقرر هذا الاجتماع إنشاء منظمة للدول المصدرة للغاز على غرار (أوبك).

وألمح الرئيس الروسي أن بلاده لن تتردد في الانضمام إلى ما يسميه الغرب ب(تكتل للغاز) إذا أصبحت روسيا داخل لعبة ينفذها الغرب ضدها في ظروف الأزمة المالية والاقتصادية العالمية.

ويقول المحلل الكسندر رازوفايف إن روسيا ستلعب دورا هاما في (أوبك) ودورا رئيسيا في منظمة البلدان المصدرة للغاز الأمر الذي سيمكنها من وضع شروطها على الدول الغربية المستوردة بما في ذلك تحديد العملة التي تم بها تسوية المدفوعات. ويتوقع رئيس منظمة أوبك، وزير الطاقة الجزائري شكيب خليل صدور قرار عن اجتماع المنظمة المزمع عقده في مدينة وهران الجزائرية في 17 الجاري، ب(تقليص أهم) في العرض.

ويذكر أن منظمة أوبك كانت قد قررت في اجتماعها الأخير بالعاصمة النمساوية فيينا في 24 تشرين أول/ أكتوبر الماضي خفض إنتاج النفط بمقدار 1.5 مليون برميل يوميا إلا أن هذه الخطوة لم توقف تراجع أسعار (الذهب الأسود) بشكل حاد في الأسواق العالمية.

وأكد خليل أن الاتصالات التي أجراها مؤخرا مع أعضاء أوبك، وخاصة وزير النفط السعودي، أكدت على وجود إجماع بشأن خفض الإنتاج. ومن جانبه، أعلن نائب رئيس شركة (لوك أويل) النفطية الروسية ليونيد فيدون أن الشركة تتوقع أن تخفض منظمة (أوبك) إنتاج النفط ب2.5 مليون برميل في اليوم.

وقال فيدون في حديث للصحفيين في موسكو اليوم (إذا تم سحب 2.5 مليون برميل من السوق أي 125 مليون طن من الإنتاج السنوي فسعر برميل النفط قد يرتفع إلى 60- 80 دولاراً).

إلى ذلك, أعلن رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين أن الناتج المحلي الإجمالي في روسيا سينمو بنهاية العام الحالي بنسبة 6 بالمائة, اي أقل مما كان متوقعا 6.8%، وذكر أن روسيا كغيرها من الدول الأخرى تتعرض للتأثير السلبي للأزمة المالية العالمية.

وقال بوتين: (إننا نتأثر مباشرة بتلك العوامل مثل انهيار الأسواق المالية العالمية وتراجع أسعار السلع التصديرية. غير أننا واثقون من أن اقتصادنا الوطني يتميز بالثبات الكافي كي يتجاوز فترة التقلبات هذه بأقل خسائر ممكنة).

وأشار بوتين إلى أن عدد العاطلين عن العمل في روسيا زاد في تشرين أول/ أكتوبر الماضي ووصل إلى 4.6 مليون شخص، وقد يتفاقم الوضع أكثر في هذا المجال في القريب العاجل.

وقال اليوم إن (عدد العاطلين عن العمل في روسيا وصل في تشرين أول/ أكتوبر إلى 4.6 ملايين شخص، وهذا أعلى من مؤشر الفترة نفسها في العام الماضي بمقدار 300 ألف شخص، أي بنسبة 8 بالمائة. وللأسف ان الوضع قد يتفاقم أكثر خلال الأشهر القادمة). وكان عدد العاطلين عن العمل في روسيا في نهاية سبتمبر، وفق معلومات هيئة الإحصاء الفدرالية الروسية، 4.033 مليون شخص.