لعب محمد أبو تريكة دوراً رئيسياً في سيطرة فريقه الأهلي على الألقاب المحلية والقارية في السنوات الأخيرة بفضل موهبته الرائعة، وسيدخل مع بطل مصر وإفريقيا اختباراً جديداً عندما يشارك في بطولة كأس العالم للأندية لكرة القدم هذا الشهر باليابان. وفي آخر ظهور للأهلي في كأس العالم للأندية قبل عامين خطف أبو تريكة كل الأضواء. وأحرز أبو تريكة صانع الألعاب البارز هدفا ساعد به فريقه على تخطي اوكلاند سيتي النيوزيلندي 2صفر في أولى مباريات الفريق ورغم أنه قدم أداء استثنائيا لكنه لم يمنع فريقه من الخسارة أمام انترناسيونال البرازيلي 21 في الدور قبل النهائي. وبدا أن أبو تريكة كان يدخر أفضل ما عنده لمباراة تحديد المركز الثالث أمام كلوب أمريكا المكسيكي حين قاد الأهلي للفوز 21 عندما أحرز هدفين جاء أحدهما من تسديدة متقنة إثر ركلة حرة بينما جاء الثاني بعد هجمة مرتدة سريعة نفذها مع زميله الانجولي فلافيو أمادو. ورغم أنه رشح على نطاق واسع للفوز بجائزة أفضل لاعب في البطولة إلا أن اللقب ذهب للبرازيلي رونالدينيو لاعب برشلونة الاسباني في ذلك الوقت. وربما تكون المشاركة مع الأهلي في البطولة للمرة الثالثة في أربع سنوات فرصة أمام صانع العاب منتخب مصر لتعويض ما فاته في البطولة السابقة. لكن يبدو أن أبو تريكة لا يهتم بأي ألقاب فردية. وقال أبو تريكة (الألقاب الفردية لا تمثل أهمية كبيرة بالنسبة لي مقارنة بنجاح الفريق). وأضاف (كرة القدم رياضة جماعية.. إذا نجحت فهذا يعني أني أتلقى مساعدة رائعة من زملائي).
وربما يكون ظهور أبو تريكة بمستوى يماثل على الأقل ما كان عليه في 2006 عاملاً مساعدا للاعب البالغ من العمر 30 عاما في فوزه بعدد من الألقاب الفردية. ووضع الاتحاد الإفريقي لكرة القدم أبو تريكة في قائمة تضم خمسة لاعبين مرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب إفريقي في 2008 كما رشحه للفوز بجائزة أفضل لاعب يلعب داخل القارة وهي الجائزة التي تقدم للمرة الأولى هذا العام. وأبو تريكة هو اللاعب الوحيد الذي ظهر في القائمتين. وفي وقت سابق وصف البرتغالي مانويل جوزيه مدرب الأهلي أبو تريكة بأنه أفضل لاعب إفريقي لا يزال يلعب داخل القارة. وأمام أبو تريكة إنجاز آخر وهو اعتلاء صدارة هدافي بطولة كأس العالم للأندية في تاريخها إذا أحرز هدفاً واحداً فقط مع الأهلي هذا العام. ولا يستخدم أبو تريكة مهارته من أجل الاستعراض إلا قليلا بينما في أغلب الوقت تكون وسيلة لقيادة فريقه للفوز وبمجرد أن يحصل لاعب منتخب مصر على المساحة الكافية لا يهدر الكثير من الوقت في إرسال تمريرات حاسمة وتسجيل الأهداف. وكان اللاعب الوحيد الذي حظي بهذه المهارة هو محمود الخطيب نائب رئيس الأهلي الحالي والذي تعتبره جماهير النادي أبرز لاعب ارتدى قميص الفريق. وفي السنوات الأخيرة بدأ أبو تريكة في تبوؤ المكانة نفسها فيما يبدو لدى مشجعي الأهلي. وفي ظل سعيه نحو بناء الفريق مرة أخرى بعد أربع سنوات من غيابه عن الفوز بالدوري المصري تعاقد الأهلي مع أبو تريكة في يناير كانون الثاني 2004 ولم يهدر الأخير الكثير من الوقت في اجتذاب حب مشجعي ناديه الجديد. وأحرز أبو تريكة هدفاً رائعاً في أول مباراة قمة خاضها مع الأهلي أمام المنافس التقليدي الزمالك ثم بعد ذلك توالت أهدافه على جميع الأصعدة. وقاد أبو تريكة فريقه لتحقيق عدد من الألقاب المحلية من بينها ثنائية الدوري والكأس في 2006 و2007 بالإضافة لدوره في نيل الأهلي لقب دوري أبطال إفريقيا ثلاث مرات في السنوات الأربع الأخيرة. ويستهل الأهلي مسيرته في بطولة العالم للأندية بمواجهة باتشوكا المكسيكي اليوم .