Al Jazirah NewsPaper Saturday  13/12/2008 G Issue 13225
السبت 15 ذو الحجة 1429   العدد  13225
الجمعيات الخيرية والأمان الاجتماعي
د. نواف محمد المعاودة

نعلم أن الشعب السعودي شعب معطاء يحب الخير وينفذه... والجمعيات الخيرية نوافذ للضوء تنير أفق حياة هؤلاء المحتاجين من الأرامل وكبار السن والأيتام.. وقد أصدر وزير الشؤون الاجتماعية مؤخراً قرارات بإنشاء (13) جمعية خيرية جديدة في مختلف مناطق المملكة ليضاف إلى عدد الجمعيات المنتشرة في أرجاء المملكة.

والجمعيات الخيرية جهد أهلي يسعى إلى التقرب لله من خلال الأعمال الصالحة التي توجه لمن يحتاجها. إن النظرة السريعة لبلادنا وللأحياء الجديدة في المملكة قد يحكم بأن جميع المواطنين يعيشون في يسر وغنى وأن ليس هناك بيننا فقير أو محتاج، ولكن إذا أعدنا النظر وبحثنا بعمق يتبين لنا أن هناك المئات وراء الجدران أو أمام البيوت البسيطة أو حتى داخل البيوت الحديثة.. هؤلاء المئات بل الألوف يعيشون الحاجة والفاقة.. فهناك كبار السن من الرجال والنساء وهناك ألوف اليتامى فمن مات عنهم الوالد وترك لهم معاشا قليلا أو لم يترك شيئاً وهناك من غاب عنها عائلها سواء في السجون أو في تعاطي المخدرات لا تجد قوت يومها.. وإذا كان الأمر المعيشي محتمل قبل سنوات فإن الأمر مع غلاء المعيشة الآن أصبح فوق احتمال هؤلاء المساكين.

من هنا تأتي أهمية إقامة الجمعيات الخيرية الأهلية في الأحياء والمدن وفي المناطق.. فالجمعيات تكون قريبة من السكان ووسط الأهالي.. ولكن الأمر الذي نحذر منه أن هناك فئة من المجتمع من محترفي الجمعيات الخيرية.. وقد تكون المرأة أو الرجل لديهم أبناء يصرفون عليهم ويلبون احتياجاتهم إلا أنهم طلباً للمزيد يعمدون أنفسهم في الجمعيات الخيرية بل هناك من يضع اسمه في أكثر من جمعية في الوقت الذي يتواجد فيه فقراء ويتامى لا يعرفون طريق الجمعية وقد يخجلون من الذهاب لطلب المساعدة.. ولذلك فإنه يجب على القائمين على أمر هذه الجمعيات النفاذ إلى المحتاجين في المنطقة كما يجب على أئمة المساجد أن يعلنوا للناس لكي يبلغوا عن المحتاجين والفقراء ومن ثم يتم اعتمادهم في الجمعيات المتاحة.. كما يجب أن تكون هناك قاعدة بيانات لجميع الجمعيات الخيرية حتى يمكن حصر الذين يتلقون المساعدة من الجمعيات وضبط أسماء من يسجلون أسماءهم في أكثر من جمعية.. صحيح أنه من الصعب أن توافق كل الجمعيات على عمل قاعدة بيانات على مصروفاتها ووارداتها والمشتركين فيها، ولكن ذلك مهم لضبط محترفي الجمعيات الخيرية وإعطاء المساعدات لمن يستحقها بالفعل.. إنه شيء طيب جداً اتساع دوائر الجمعيات الخيرية وانتشارها فهي كالأشجار المثمرة ينتفع بثمرها وظلها الفقراء واليتامى والمحتاجين ولكن الأمر الأكثر أهمية أن يتعرف المسؤولون عن المستحقين الحقيقيين ذلك أنه من العبث أن يحصل من لا يستحق ويحرم المستحق. ثمة أمور تبدو صغيرة أو تفاصيل بسيطة في وسط الأعمال الخيرية ولكنها في غاية الأهمية والخطورة لإحقاق حقوق الفقراء واليتامى والمحتاجين من الأرامل.

إننا ندعو من خلال هذه السطور إلى تأسيس المزيد من الجمعيات الخيرية وإلى الجدية في بحث حالات المتقدمين لمنحهم المساعدات المالية أو العينية واتخاذ الحذر من هؤلاء اللذين يطمعون في أموال الجمعيات وهم ليسوا في حاجة إليها.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد