لكل إنسان ذكرياته الماضية التي طالما أحب تذكرها، فالذكريات هي المحفز الأقوى لمستقبل أفضل، ولكن لا يخلو أي إنسان من ذكريات سيئة أو محزنة، فيريد دائما نسيانها أو تجاهلها إذا صح القول، فاحرص دوما على إعطائها فرصة لتتطفل عليك، ولا تتجاهلها وتجعلها بعيدة عنك، فاعلم أنه سيأتي يوم وتكون ذكرى ماضية لا مساحة لها في عقلك وحياتك، فهي ستخرج عليك في البداية على شكل موجات تزورك بين حين وآخر، فاحرص على تجاوزها دون أن تحاول كبحها في أعماقك، فإن كبحها وعدم إعطائها فرصة للظهور ستجعلك تشكك في نفسك وكمال قوتك وحسن شخصيتك، فاسمح لمشاعرك الدفينة بأن تتدفق فاعلم أنها في طريقها للخمود.. واستمع للآخرين ودعهم يعبروا عن أفكارهم وآرائهم ومشاعرهم خاصة مشاعرهم، ولا تكتف بمجرد إعطائهم فرصة للتحدث، ولست ملزما لتوافقهم بآرائهم ولكن احرص على عدم المقاطعة، واستمع إليهم وافهم واستوعب ما يقولون وليكن واضحا على ملامحك الاهتمام، ولكن لا تسرف بإظهار الاهتمام في ملامحك وحركاتك فسيبين لهم اهتمامك المبالغ فيه أنك شخص مستهزئ وغير جدي، فاستمع ثم استمع فلا شيء يعادل لأن تكون مسموعا، واظهر كل شيء واجعله نابعا من قلبك فما المعنى من كل شيء إذا لم يكن نابعا من داخلك، فليس التعليم يجعلك سعيدا ولا الثراء يجعلك كاملا ولا الفقر يجعلك حكيما ولكن ابحث عن شيء يعلمك كل شيء فاجعل القوى الإيجابية في حياتك هي السائدة. إن الأنانية جزء من شخصية كل إنسان، فلا تعتقد أن أحدا سيلاحظ معاناتك ولا أحد سيحتفل لنجاحك فإن عدم اهتمام الآخرين بك هي سنة الحياة، فلو فرضنا أنك وصديقك تعملان في المجال نفسه ولكنه تفوق عليك وحصل على مرتبة أعلى منك، فهل تعتقد أنك ستفرح له من كل قلبك؟! ربما قد تهنئه ولكن في قلبك لم تفرح ولا 30% فهي السنة الأبدية للعالم.. نجد دائما أن كلمة تنافس متداولة عند أكثرية الناس حتى أنك ربما قد تتنافس مع الآخرين فهذا التنافس لا يحدث إلا عندما تجد صعوبة في تحديد مدى جدارتك، فعندما تتنافس مع أي شخص فإن أفعالك تنبع من الحسد وعدم الإحساس بالأمان وليس من اختيارك الحر، فإن كان لديك حب التنافس فاعلم أنك قد تفوز بالغالب ولكنك لن تنضج حتى تبدأ العمل لصالح نفسك.. ربما قد يخطئ مننا الكثير وقد تخطئ أنت حتى، ولكن مهما كبر أو صغر حجم خطأك، إياك أن تختلق لنفسك عذرا، فلنفترض أنك اختلقت عذرا لمشكلة ما حصلت معك فإن الجميع ينظر لك وكأنك تقول إنني أكذب، فمهما اختلقت أعذارا فلن يمحى فشلك أو يحسن وضعك ولكنه سيمحى عنك الحقيقة وستضطر للجوء إلى تصديق أعذارك، فلا أحد يهتم إذا فشلت أو رسبت ولكن يهتمون عندما تختلق عذرا ليكشفوا أكاذيبك.