كنت في ليلة سعيدة وقبل أن أخلد إلى النوم كانت الأفكار تجول بي يمنة ويسرة، وأفكر في مدينتي الحبيبة الرياض التي ولدت فيها وترعرعت وضم ترابها كل غالٍ وحبيب إلى قلبي، وهما الوالدان رحمهما الله.
أقول كنت أفكر في هذا الزحام الذي أنشب أظفاره في مدينتي الحبيبة، والذي أخذ يتزايد يوماً بعد يوم، وأخذ ينغص الحياة فعلاً وخصوصاً وقت الذهاب والإياب من وإلى الأعمال والوظائف عبر الشريانين الرئيسيين (طريق الملك فهد) و(طريق مكة خريص) وسواهما فغفوة غفوة لا أظنها تجاوزت الساعة كان معظمها بالطبع يدور حول هذا الموضوع وسأقوم بإيجازه على شكل نقاط اختصارا لوقت القارئ الكريم:
المشكلة:
1. أن هذا الزحام ولا شك أقلق المسؤولين لإيجاد حل مقبول.
2. أثر هذا الزحام على نفسيات الكثير ممن يرتاده بشكل يومي (الموظفين) وبالتالي على الإنتاج.
3. سبب هذا الزحام العديد من المتاعب لفرق الطوارئ (إسعاف، شرطة، مرور، دفاع مدني..).
4. سبب هذا الزحام خللاً وظيفياً، فالموظفون يتحركون في وقت مبكر ولكن الوصول متأخر وكذلك الحال في الانصراف.
5. هناك تلوث للبيئة بسبب الزحام وكذلك تلف لكوابح هذه السيارات لكثرة التوقف.
6. لا شك أن له تأثيرا اجتماعيا، فالموظفون المنزعجون من هذا الزحام يأتون بنفسية غير طيبة ليقابلوا الأبناء والزوجة بنفرة وتضجر.
7. لا تسل عن حال الأطباء والممرضين الذين يتواكب ذهابهم لأعمالهم مع وقت ذهاب وانصراف الموظفين مدنيين عسكريين كيف ستكون نفسياتهم وكيف سيكون تعاملهم مع هؤلاء المرضى.
هذا بعض ما لدي عن هذه المشكلة وعن الآثار المترتبة على الزحام الذي تسببه السيارات.
مقدمة للحل:
بدت لي أيضاً صورة لطيفة ومثالية لو تمت وطبقت بحذافيرها تمثلت في الآتي:
وقت الدوام يبدأ الساعة السابعة والنصف لذلك تجد الكثير من الموظفين يبدؤون بالتحرك من منازلهم تقريباً الساعة السابعة إلا ربعا، ويتدرجون حتى الساعة الثامنة تقريباً.
وكذلك الانصراف يتم الساعة الثانية والربع تقريباً وحتى الساعة الثانية والنصف.
الحل بإذن الله:
الصورة المثالثة التي قد تنجح في تطبيقها
أن تتبنى الجهات المسؤولة بالدولة حفظها الله بتحديد وقتيين لبداية الدوام والانصراف للموظفين بمدينة الرياض مثال:
المجموعة الأولى يبدأ الدوام لديهم الساعة السابعة والنصف كالمعتاد ويبدأ الإنصراف لديهم الساعة الثانية ظهراً.
المجموعة الثانية يبدأ الدوام لديهم الساعة التاسعة والنصف ويبدأ الانصراف لديهم الساعة الرابعة عصراً.
تلتلزم الجهات والدوائر الحكومية مدنية وعسكرية بتقسيم بداية ونهاية دوام الموظفين إلى قسمين بحيث لا يؤثر ذلك على سير الأعمال وهذا ممكن جداً وأيضاً مرغوب فيه؛ لأننا نصل إليه في أحيان كثيرة اضطراراً ولكن الوقت الذي نقضيه كله يذهب سدى داخل كبائن السيارات محاصرين ولا ننتفع من هذا الوقت أبداً، بل كل واحد يؤثر سلباً على الآخر إلا من وفقه الله بذكر لله عز وجل خلال هذه الأوقات.
الآثار الإيجابية والمترتبة على التغيير:
1. سيقل عدد السيارات التي ترتاد هذين الشريانين وغيرهما إلى النصف تقريباً.
2. جميع الآثار السلبية والتي ذكرت في المشكلة سابقاًَ ستقل بنسبة كبيرة إن لم تتلاش.
3. بعض الموظفين لديهم ارتباطات قوية بداية الدوام فمن الممكن التنسيق فيما بينهم وحل الإشكالات التي تقع دائماً بهذا الخصوص وكذلك كثرة الاستئذان من المسؤول.
4. بعض الموظفات والمدرسات سينعمون بتأخر الزوج في وظيفته حيث ستتمكن من أخذ قسط من الراحة ومن ثم البدء في ترتيب وجبة الغداء لأهل المنزل.
صحوت بعدها من هذا الحلم الذي كنت ولازلت آمل بتحقيقه (التخفيف من الزحام) سواء بهذه الطريقة أو بغيرها مما يراه أصحاب الرأي هو الأفضل والأنسب.