الطائف - متابعة وتصوير - فهد سالم الثبيتي:
سقط في قبضة قوة المهمات والواجبات الخاصة بشرطة محافظة الطائف عصابة التسول؛ حيث أحبطت الجهات المعنية مخططهم بعد نجاحهم في عبور مسافة طويلة من الحدود اليمنية (نقطة انطلاقهم وتسللهم) حتى وصولهم إلى الطائف كنقطة لهدفهم الأساسي، وهو الوصول إلى المشاعر المقدسة، ليس لأداء فريضة الحج بل لامتهان التسول ونشل أموال الحجاج.. هذا ما كشفته التحقيقات مع عصابة مشكَّلة من ثلاث عائلات بأطفالها كان أكبرهم (عبد الله م. ن) 48 عاماً الذي قطع مسافات طويلة سيراً على الأقدام هو و زوجته فقط بعد أن نجحا في التسلل عبر الحدود اليمنية دخولاً إلى المملكة وتحديداً لمنطقة جازان عبر منفذ فيفا، وظل هو وأهله يسيران على الأقدام وينامان في الجبال ويأكلان مما يجدانه وما تجود به أنفس من يقابلانهم حتى أن وصلا إلى مزرعة في تربة البقوم واستقرا بها بعد أن سمح لهما صاحبها بذلك نظير العمل بها وبراتب 600 ريال. وأشار إلى أنه رزق ب6 من الأطفال طوال فترة عمله بالمزرعة دون أن تذهب زوجته إلى المستشفى مطلقاً، وقبل بدء موسم الحج قرروا ترك المزرعة والانطلاق نحو المشاعر بغية التسول والحصول على الأموال؛ كونهم يتوقعون أنهم ينجون من النقاط التفتيشية كما حدث لهم إبان قطعهم مسافات طويلة من مناطق الجنوب، إلا أنهم وقعوا في قبضة قوة المهمات قبل سلكهم طريق السيل بعد أن جمعوا مبالغ مالية بالتسول في ضاحية الحوية شمال الطائف. فيما لم تختلف مسيرة الوافد الآخر (عبد الله ح. أ) الذي اصطحب معه عائلته وخالته أيضاً سيراً على الأقدام بعد خروجهم من الحدود اليمنية دخولاً إلى المملكة؛ حيث أشار إلى أنه عمل بأكثر من موقع في المناطق الجنوبية بغية جمع مال يمكنه من مواصلة المسير بخلاف ما تقوم به عائلته من التسوُّل بالمحطات البترولية وبالمحلات والمطاعم؛ الأمر الذي شجعهم على محاولة التسلل وصولاً إلى المشاعر المقدسة من أجل امتهان التسول وفقاً لما ذكره ل(الجزيرة): موسم يكثر به الناس من مختلف الجنسيات، وهذا مشجع لجمع أموال كثيرة كونهم يبحثون عن الأجر ولا يمانعون أو يرفضون في الدفع لنا. وقاطعته بعدها بقولي (ألم يخطر ببالكم أنه سيقبض عليكم، وأن هناك نقاطاً تفتيشية كثيرة قبل دخولكم مشاعر من الصعب اجتيازها..؟)، قال: مثلما أتينا من الحدود اليمنية عن طريق السير على الأقدام وسلك الجبال سنواصل نفس النهج الذي بدأنا به إلا أننا لم نكن نتوقع أن يقبض علينا في الطائف قبل أن نفكر في الانطلاق للمشاعر. مشيراً إلى أنه سبق أن عمل في سوق الخضار والفاكهة في منطقة الخرمة بالتحميل عن طريق وافد مصري سهّل له المهمة مقابل مبلغ 60 ريالاً يومياً، ومؤكداً أنه سبق أن ضبط عدة مرات وتم ترحيله ومن ثم يعود مجدداً.
أما الوافد (عبد المؤمن) فهو الآخر اصطحب زوجته وثلاثة من أطفاله كهدف لامتهان التسول منذ ثلاثة أشهر تقريباً عندما بدأ أولاً بعد التسلل عبر الحدود بالعمل في تهامة جازان ببيع الحطب بعد أن يقوم بتقطيعه وتجهيزه، فيما كان يترك أطفاله وزوجته في أحد الأودية بالمنطقة التي اتخذها سكناً إلى حين وصل إلى الطائف دون أن يقبض عليه عبر النقاط كونه كان هو وعائلته يسيرون عبر الجبال ويستريحون بها.
عملية الضبط لهذه العائلات الثلاث التي كانت تتأهب للتسلل من أجل الوصول إلى المشاعر المقدسة في اليوم الخامس من شهر ذي الحجة تمت بهدوء بعد الكشف أولاً عن النساء اللاتي كن يمتهن التسول في ضاحية الحوية وعلى طريق السيل إثر تجمعاتهن وأطفالهن في المحطات البترولية وبالقرب من المطاعم، وقبض عليهن ومنه تم تتبع مقر سكنهن مع أزواجهن الذين تم إحضارهم بعد الكشف عن منازل مهجورة في الحوية استقروا بها دون أن يُستنكروا من سكان الحي أو يتم كشفهم.