المدينة المنورة - مروان عمر قصاص:
شهدت مداخل المدينة المنورة البرية والجوية مساء أمس الجمعة كثافة كبيرة في أعداد الحجاج القادمين من مكة المكرمة بعد أن أكرمهم الله بأداء مناسكهم في يسر وسهولة. وقد عبروا في لقاءات مع (الجزيرة) عن سعادتهم الكبيرة في نجاح موسم الحج بشكل فاق تصوراتهم. وأكد عدد من الحجاج الذين أدوا الفريضة في سنوات مضت أنهم عاشوا حج هذا العام فترات سعيدة وشهدوا تنظيماً رائعاً واعتبروا حج هذا العام من أنجح المواسم، وقالوا إن هذا النجاح تم بتوفيق الله ثم بفضل الخدمات المميزة التي قدمتها حكومة خادم الحرمين الشريفين لضمان راحتهم وأمنهم وسلامتهم، وأجمعوا على أن كافة الخدمات كانت متميزة وفي متناول الجميع رغم كثافة الأعداد الكبيرة من الحجاج الذين تواجدوا في وقت واحد في المشاعر المقدسة، منوهين بمشروع الجمرات وانعدام الافتراش الذي كان يشكل عائقاً في سنوات مضت، وامتدحوا التنظيم الجيد في رمي الجمرات، كما امتدحوا وفرة المواد الاستهلاكية وخاصة مياه الشرب المبردة والوجبات الغذائية التي كانت توزع بالمجان على الحجاج، وأكدوا أن هذه التنظيمات الجيدة كانت وراء النجاح الكبير للموسم، مؤكدين أنها لم تأت بضربة حظ وإنما كانت نتاجاً لجهود مكثفة وعطاء سخي ودراسات عميقة جسدت ثراء التجربة السعودية في مجال تنظيم مواسم الحج والعمرة.
جاء ذلك في لقاءات ميدانية ل(الجزيرة) مع الحجاج في مداخل المدينة المنورة مع تزايد توافد قوافل الحجاج من مكة المكرمة حيث قال المهندس مجدي أحمد العامري من الأردن: لقد أكرمني الله بأداء الحج هذا العام وكنت أشعر بشيء من القلق بسبب كثافة الازدحام ولكن ما شاهدته هذا العام من خدمات متطورة جعلني أرفع يدي لله عز وجل شاكراً حامداً على ما وفرته حكومة هذه البلاد للحجاج من خدمات أعتبرها إعجازية في حجمها وشموليتها للجميع رغم كثافة أعداد الحجاج ومحدودية الزمان والمكان.
وقال الحاج عبدالجبار عبدالمجيد أكبر من باكستان: لقد شرفني الله بأداء المناسك وقد شعرت برهبة كبيرة وأنا أشاهد الجموع الغفيرة من عباد الله وهم يتوافدون على المشاعر المقدسة ملبين مهللين. ورغم كثافة هذه الأعداد إلا أنهم كانوا يجدون كافة الأجهزة الحكومية مسخرة لخدمتهم ورعاية شؤونهم، خدمات صحية ومواد غذائية واتصالات هاتفية وتلكسية وخدمات أمنية وإرشادية وتوعوية وإسكانية. وقال إن أكثر ما لفت نظري هو الاستتباب الأمني الجيد الذي أشعرنا بالأمن والاستقرار والطمأنينة.
وقال الحاج عبدالله أحمد فرما من نيجيريا: بداية أحمد الله الذي سخر لي ولإخواني المسلمين أداء مناسك الحج في أجواء إيمانية مفعمة بالروحانية والخشوع. وقد شعرنا أننا في واحة أمنية جسدت أن أرض الحرمين هي أرض الأمن والأمان كما أننا أدينا مناسكنا وسط كم هائل من الخدمات الشاملة والكبيرة التي لا تعد ولا تحصى سخرتها حكومة هذه البلاد حفظها الله لراحة حجاج بيت الله الحرام لتجعل من رحلة الحج في منتهى اليسر والسهولة.
ويقول الحاج ياسر أشرف قدري من جمهورية مصر العربية: بداية أسمح لي أن أقدم بكل شرف واعتزاز تهنئة صادقة من مسلم شهد النجاح في موسم حج هذا العام وفرح به واستفاد من ما رافقه من خدمات مكثفة ساهمت في تحويل رحلة الحج إلى رحلة ممتعة بعد أن كانت رحلة شاقة. وأضاف: لقد نجحت المملكة في الوصول بالحج ومن خلال التنظيمات الدقيقة والجيدة إلى إضافة بند جديد إلى أجندة الحج هو التنظيم بأسلوب حضاري يواكب روح العصر مع التزام شامل بأسس الحج وفق الشريعة الإسلامية.