المشاعر المقدسة - أحمد القرني:
تقوم وزارة الصحة بجهود ضخمة لتقديم الرعاية الصحية للحجاج كل عام. وبعض هذه الجهود تظهر في الواجهة ويشاهدها ويلمسها كل من يتلقى تلك الرعاية من مرضى ومراجعين المرافق الصحية المتعددة التي خصصتها الوزارة لتقديم تلك الرعاية. في حين أن البعض من تلك الجهود تتم بصمت من وراء الكواليس من قبل من يمكن تسميتهم الجنود المجهولين. من هؤلاء الجنود سعيد رامس الأسمري مدير مقر مركز الطب الوقائي بمشعر منى ومسؤول لجنة التجهيزات والصيانة ببرنامج الطب الوقائي في موسم الحج. ويقول سعيد الأسمري المشهور ب(أبو رامس) بأن مهام عمله تبدأ بعد عيد الفطر المبارك من كل عام حيث يقوم بإجراء الاتصالات والتنسيق مع مستشفيات العاصمة المقدسة لتجهيز ست عيادات للاستقصاء الوبائي، وكذلك تجهيز وإستلام العيادات الوقائية بمستشفيات المشاعر المقدسة بمنطقتي منى وعرفات.
كما أنه يقوم بالإشراف على تجهيز وصيانة مقر مركز الطب الوقائي بمنى ومقر الفرق الوقائية بمنطقة المعيصم.
وأضاف (أبو رامس) بأنه مكلف أيضا بإدارة مقر مركز الطب الوقائي بمنى والإشراف على المطبخ لتغذية موظفي المقر.
وأوضح بأن مقر مركز الطب الوقائي بمنى يتكون من قسمين قسم به مكاتب منسوبي وكالة وزارة الصحة المساعدة للطب الوقائي وغرف العمليات الخاصة بالوكالة لمتابعة مهامها في الحج وغرف سكن أولئك المنسوبين، وقسم آخر يحتوي المطبخ وسكن جزء من العاملين بمستشفى الطوارئ بمنى ومراكز الطوارئ الطبية بجسر الجمرات.
وذكر الأسمري أن إجمالي من يستوعبهم مقر مركز الطب الوقائي يصل إلى أربعمائة فرد، وأنه يعمل كل ما شأنه من راحتهم من حيث توفير الأثاث والفرش المريح ومتابعة جودة الطعام المقدم لهم وتأمين كل وسائل الراحة لهم في السكن.
وأعتبر أن ما يقوم به من جهود داعمة لاستعدادات تقديم الرعاية الصحية في لحج وبذل الجهود لحسن استقبال المشاركين في تقديم هذه الرعاية والسعي وراء راحتهم يؤدي بالتأكيد إلى زيادة إنتاجيتهم في جميع ما يقومون به من خلال اللجان المختلفة في الحج لخدمة ضيوف الرحمن صحيا.
ومن جهة أخرى أكد الحاج محمد مصطفى من جمهورية مصر أن الخدمات الصحية تشهد تقدماً ملحوظاً من عام إلى آخر حيث أنه تمكن من أداء فريضة الحج خمس مرات. وبين الحاج مصطفى أن حكومة خادم الحرمين الشريفين حملت على عاتقها مسؤولية كبيرة وعظيمة حيث إنهم سخروا كافة الإمكانيات للحجاج ومن ضمنها الخدمات الصحية التي تقدمها وزارة الصحة حيث أصبح الحاج لا يجد مشكلة كما كان في الماضي من حيث تلقي الخدمة الصحية فالمراكز الصحية منتشرة في كل مكان وكذلك فرق الطب الميداني متواجدة من خلال سيارات الإسعاف والتي تقوم بأداء واجبها على الفور عند تلقي أي بلاغ عن أي حالة صحية لأي حاج.
وقال إن الفرق الميدانية تقوم بعمل جبار ومجهود كبير حيث إنه تفاجأ عندما تعثرت والدته في مشعر منى من سرعة تقديم الخدمة الإسعافية من قبل الفرق الميدانية في نفس الموقع، مؤكداً أنه عندما طلب من طاقم التمريض نقل والدته على وجه الفور إلى أقرب مركز صحي أفاده المسؤول الميداني من الفرقة التي باشرت حالة والدته أنه بإمكانهم تقديم الخدمة الصحية والعلاجية لوالدته في نفس الموقع وأن حالة والدته الصحية لا تستدعي نقلها إلى أي مركز.
وقال إن الفرق الميدانية التي باشرت حالة والدته كانت مجهزة بكافة الأدوات والأجهزة الطبية المتطورة وكذلك الأدوية والتي تواجدت معهم في سيارة الإسعاف التي يستقلونها.
من جانب آخر أشادت الحاجة مريم علي الحسين والتي تبلغ من العمر (64) سنه من مملكة المغرب بالخدمات الصحية التي تلقتها من قبل مراكز الرعاية الصحية المنتشرة في المشاعر المقدسة، مؤكدة أنها تلقت الخدمة العلاجية أمس الأول في أحدى المراكز التي خصصتها الوزارة بالمشاعر إثر تعرضها لوعكة صحية وأصبحت تتماثل للشفاء ولله الحمد بعد تناولها الوصفة الطبية المصروفة من قبل الطبيب الذي قام بالكشف عليها.
وأكدت الحاجه الحسين أن الطبيب طمأنها بأنها سوف تتلقى الخدمة فور احتياجها إذا شعرت بأي آلام أخرى من قبل الفرق الطبية الميدانية المنتشرة في أماكن تواجد الحجاج.
أما الحاج عثمان عبدالرحيم الذي تم تنويمه بمستشفى منى الوادي فإنه يثني على ما وجده من خدمات طبية وعناية صحية، مؤكداً أنه يجد التعامل الجيد من قبل الطبيب المعالج والممرض المتابع لحالة الصحية.
وأضاف أن الوزارة تكفلت بتمكينه من إكمال مناسك حجه حيث تم تصعيده بواسطة القوافل الطبية التي جهزتها وزارة الصحة لتفويج العشرات من الحجاج المرضى.
من جانبه أكد مدير عام الإدارة العامة للطوارئ رئيس لجنة الطوارئ والطب الميداني الدكتور طارق بن سالم العرنوس أنه تم توفير (104) أطباء و(222) ممرضاً بالمشاعر المقدسة ضمن طواقم الطب الميداني.
وأضاف أنه تم تجهيز وإعداد (85) سيارة إسعاف صغيرة و(50) سيارة إسعاف كبيرة للعمل بمنطقة المشاعر المقدسة بعرفات ومزدلفة ومنى والحرم المكي وتم تزويد صحة المدينة المنورة بـ(30) سيارة إسعاف منها (10) للمنطقة المركزية حول الحرم و(20) سيارة كبيرة للمساندة، حيث تتواجد هذه السيارات مع جمع الحجيج في أماكن تواجدهم وعلى طرق تنقلاتهم وبالقرب من أماكن مبيتهم لتقديم الخدمات الإسعافية الطارئة والفورية ونقل الحالات الإسعافية الخطرة إلى المستشفيات بمنطقة المشاعر.
وأوضح أن سيارات الإسعاف الصغيرة تتميز بأنها مجهزة بأحدث الأجهزة الطبية والتي تشمل أجهزة التنفس الاصطناعي وأجهزة الإنعاش القلبي الرئوي وأجهزة مراقبة الوظائف الحيوية، كما أنها مزودة بجميع الأدوية والمستلزمات الطبية التي تستخدم في علاج الحالات الإسعافية الطارئة، ويتم توجيه هذه السيارات من خلال شبكة اتصال لاسلكي تستخدم موجة خاصة بهذه اللجنة تربط جميع السيارات بغرفة القيادة والعمليات الرئيسية بمجمع الطوارئ بالمعيصم وتدار من قبل أطباء وفنيي طوارئ مؤهلين.