جدة - راشد الزهراني:
هنأ معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ القيادة السعودية بنجاح موسم الحج والجهود المبذولة في خدمة الحجيج وقال إن المشارك في توعية الحجاج ينبغي عليه أن يعلم أن من يتحدث معهم ويجيب عن أسئلتهم أو يرشدهم قد توافدوا من أماكن ودول مختلفة ولديهم مفاهيم وثقافات ومستويات علمية متفاوتة، ومن هذا المنطلق لا بد للداعية من أن يدرب نفسه على أسلوب الحوار مع الحجاج، ويوطنها على الصبر وأن يجيبهم بما لديه بما يوافق كلام أهل العلم خاصة علماء هذه البلاد، لأنهم أدرى بما يكون عليه أمر الحاج وهم يعلمون مسائله. ولابد للداعية أن يكون متأنياً في حواره مع الحاج، حريصاً على دلالته للصواب، وهذا يتطلب أن يكون ذا نفس تدرك معنى الخلاف بين أهل العلم في مسائل الحج.
كما جدد معالي الوزير تأكيده على أن الاستباق خير من الاستدراك، متمنيا من الدعاة وطلبة العلم خاصة في موسم الحج أن يكونوا منفتحين يشاركون بالدعوة إلى الله في وسائل الإعلام، كل حسب قدرته. وقال: نريد أن تصل كلمة الحق إلى الناس بأن نستبق التأثيرات (علينا وعلى غيرنا) بفعل محمود نقدمه لهم، وأساليب التأثير محصورة ما بين الترغيب والترهيب، والتحذير مما يضاد الشرع، وبيان طريق وأحكام العلم وشرح ما يدل عليه، والقصص والأمثال، ومخاطبة تصور الناس. والأنبياء اختلفت طريقتهم في تبليغ الرسالة لكن الغرض واحد، سواء في إقامة الحجة أو الخطابة أو المناظرة أو نوع الأسلوب.
وحول كيفية معالجة الفتور الذي قد يصاب به الدعاة أحياناً يقول معاليه: قد يصاب الداعية ب "الركود" سواء في الجانب النفسي أو التحضيري أو في برامجه الدعوية والدروس أو في حجم استعداده للدعوة، وهذا بلا شك ينعكس على المتلقي، وهو المستفيد الأول من برامج الدعوة، مما يفرض على الدعاة أن يسهموا للخروج من الركود بالأفكار والمقترحات والرؤى المتجددة. والداعي إلى الله لابد له من العناية بعدة أمور منها: توطين النفس على الصدق والإخلاص لله وحده في القول والعمل، ومتابعة السنة والتفقه في الدين. وعلى الداعية تبسيط عباراته حتى تكون مفهومة على نحو ما يتحدث به إلى الناس، وأن يحرص على اجتناب المشتبهات فيما يقوله أو يفعله، وأن يقول الكلمة التي فيها براءة للذمة. مشيراً إلى أن العمل الإسلامي مقبل بعامة على تغييرات كثيرة، لذلك لا بد من مزيد من الاتصال بالعالم وبالمؤثرين فيه، ومعرفة ما يجري، وهذا الاتصال يمكن أن يكون عبر اتصالات شخصية أو مواقع بحثية أو إلكترونية، وفي ظل تغير الأزمنة فإن على الداعية إلى الله أن يطور من نفسه ليكون أكثر تأثيراً على الناس، مبيناً أن الوزارة تفتح المجال أمام الأكاديميين والمؤثرين من الدعاة وطلبة العلم ليدلوا بدلوهم في مسيرة الدعوة وفي التأثير على الناس.