انتهى موسم الحج.. وتابعنا كقراء ومتلقين.. وتابعت وسائل الإعلام المختلفة.. حجم النجاح الكبير الذي تحقق هذا العام على كافة المستويات.. وحجم الجهود العظيمة.. التي بُذلت في سبيل خدمة ضيوف الرحمن.
** وسائل الإعلام كلها.. كانت هناك وكانت تنقل من المشاعر المقدسة وعلى الهواء مباشرة.. تنقلات حجاج بيت الله الحرام.. ونقلت لنا.. صوراً صادقة واضحة لهذا النجاح الكبير.
** غير أن من أبرز ما تم إنجازه.. أو ما تحقق من نجاح هذا العام.. هو القضاء.. أو محاولة القضاء على ظاهرتين لا تليقان بالحجاج.. وهما.. ظاهرة الحج بالتحايل وبدون تصريح وظاهرة الافتراش.
** فالأولى.. الحج بدون تصريح.. أو عن طريق التحايل والتلاعب والتهريب بشكل بشع لا يليق بمسلم.
** وقد قرأنا كلنا.. فتاوى العلماء حول عدم جواز هذا العمل.. بل من العلماء من حرمه لأنه تزوير وتحايل.. وكذب وغش ومراوغة وعصيان لولاة الأمر وتلاعب بالأنظمة التي تهدف أساساً.. لضبط إجراءات الحج وتوفير الأجواء الصحية المطلوبة لحجاج بيت الله الحرام.
** هؤلاء المتحايلون المتلاعبون تعودوا في كل عام.. الانطلاق من كل مكان إلى المشاعر المقدسة مع قرب موعد الحج ولا يحملون أي تصريح.
** حجوا عدة مرات.. ولا يحملون أي تصريح.. ولا ينتمون لأي حملة.. يسكنون الأرصفة والشوارع ويضايقون عباد الله الذين يحجون لأول مرة.
** فحجتهم.. بدأت بالنصب والاحتيال والكذب والمراوغة.. وانتهت بالتضييق على المسلمين والإضرار بهم.
** لقد شاهدنا سيارات التهريب التي تقلهم.. وتحاول مراوغة الشرطة.. وتحاول إدخالهم المشاعر المقدسة (خلسة) وعن طريق التهريب.
** وشاهدنا.. كيف أزعجوا السلطات وكيف صرفوا رجال الأمن عن مسؤوليات مهمة لخدمة ضيوف الرحمن لملاحقتهم في هذا العمل الذي لا يليق بمسلم من أجل التنقل بالحج.
** أجزم.. أنهم في السنوات القادمة.. سيتحايلون أكثر.. وذلك من خلال الذهاب إلى مكة والجلوس فيها شهر أو شهرين قبل الحج.. حتى يأتي موعد الحج.. لأن أكثر هؤلاء (جهلة) ولا يلتفتون إلى ما قاله الله ورسوله.. وما قاله علماء الأمة.
** أما الظاهرة الثانية.. فهي ظاهرة الافتراش التي كانت تسد المنافذ والطرق وتغلق الشوارع وتسهم في مضايقة الحجاج وتجمهرهم وتدافعهم وتلحق أضراراً مباشرة بهم.. وتفسد عليهم حجهم وسكينتهم.
** لقد شاهدنا في سنوات ماضية.. كيف احتلت الشوارع والطرق والممرات والساحات بأكوام من البشر -نساء.. وأطفال.. وشيوخ وعجزة- وفوق ما تُسببه من عرقلة لسير الحجاج وتُغلق عليهم تنقلاتهم.. فهي أيضاً.. أماكن أو مقرات للمسؤولين.
** وفي السنوات الماضية.. يحتاج منك مشوار (100 متر) فقط.. المشي بالأرجل زهاء الساعة لأن الطرق كلها مغلقة وليس هناك سوى طريق ضيق لا يأخذ إلا رجل واحد.. هذا.. إذا لم يغلق.. مع أن الطريق عرضه خمسون أو مائة متر.. ولكن المفترشين احتلوه فأغلقوه بشكل شبه نهائي.
** لقد شاهدنا موسم حج هذا العام.. كيف حُلَّت هذه المشاكل.. وكيف تم القضاء عليها بشكل شبه نهائي.
** ونجزم.. أن المواسم القادمة.. ستكون أفضل وأفضل بإذن الله وحده.
** وهذه كلها إجراءات لخدمة ضيوف الرحمن وللتيسير عليهم ولتمكينهم من أداء النسك بيسر وسهولة.
** هي إجراءات لصالح ثلاثة ملايين مسلم يؤدون الفريضة (يحجون لأول مرة).