نحمد الله عز وجل الذي يسر مسيرة الحج المباركة لهذا العام، ونشكره على توفيقه في حفظ ورعاية أكبر تجمع بشري على وجه الأرض.
جميع المعلومات التي وصلتني من الحجاج الذين اتصلوا بي من الأقارب والأصدقاء السعوديين وغير السعوديين تؤكد النجاح الكبير لخطة سير الحج هذا العام، والأثر الإيجابي الذي حدث نتيجة لتوسعة الجمرات والمسعى، وارتفاع مستوى التعامل من منسوبي الجهات الرسمية العاملين في الحج، في مجال الأمن والخدمات الصحية، والإرشاد والفتوى والتوعية الدينية، جميع المعلومات (الشخصية) التي وصلتني تؤكد صحة المعلومات الرسمية المنشورة عبر وسائل الإعلام عن سهولة ويسر حركة الحجيج لهذا العام.
بل إن حاجاً لبنانيا صديقا هاتفني مهنئاً بالعيد من منى، وأخبرني ببعض ما رأى من علامات التنظيم الجيد بأم عينيه، وقد احتاج إلى بعض المساعدات في بعض المواقف فوجد الأريحية من رجال الأمن والكشافة الذين سارعوا إلى مساعدته مع أجمل العبارات والابتسامات وصادق الدعوات، وقال: وقفت موقفاً مضطرباً بين اتجاهين ومعي عدد من الحجاج فما شعرنا إلا برجال من الأمن يبادروننا بالمساعدة دون أن نطلب ذلك، وسألتهم عن سر هذه المبادرة فأبلغوني عن وجود 1473 كاميرا مراقبة في المشاعر أسهمت إسهاماً كبيرا في الضبط والنظام ومساعدة الحجاج، وقبل أن ينهي الصديق اللبناني الشيخ حسن حديثه الهاتفي بكى ودعا دعاءً رائعاً للمملكة العربية السعودية حكومة وشعبا على هذه الإنجازات الكبرى في المشاعر المقدسة، والحرم المكي الشريف، والمسجد النبوي على صاحبه أفضل الصلاة والتسليم.
أما الأخ الكريم الحاج المصري (شادي السيد) وهو رجل إعلامي، فقد أثلج صدري بأحاديث رائعة عن الحج، ومسيرته المباركة، وعن التنظيم الكبير الذي أصبح هذا العام صورة جميلة يراها الحجاج رأي العين، وقال: لقد لفت نظري التطور الكبير في الوسائل المبذولة من حكومة المملكة لراحة ضيوف الرحمن، ابتداء من منافذ الدخول المزودة بأجهزة (بصمة العين) التي تنفع الجهات الأمنية في تحديد هويات الأشخاص، ومروراً بتلك الطرق الفسيحة التي تستوعب آلاف سيارات الحجاج، وتحظى بدوريات أمنية منتشرة فيها، وخدمات أخرى تخفف على الحجيج أعباء السفر وأتعابه، وانتهاء بتلك التوسعة الكبيرة في الجمرات، وفي المسعى، وبالخبرة الممتازة التي تكونت لدى الجهات الحكومية المسؤولة عن تنظيم مسيرة هذا الموسم العظيم.
لقد نشرت الصحف، وعرضت الفضائيات كثيراً من جوانب هذه الخدمات ولكن آراء الحجاج مهمة لأنهم هم الذين يعيشونها، ولأنهم هم أصحاب المعاناة المباشرة، فأقوالهم أصدق وأدق.
اللهم تقبل من حجاج بيتك الحرام حجهم، وأجزل مثوبتك لكل من دعمهم وقام على خدمتهم، واحفظ بلادنا وبلاد المسلمين جميعاً من كل سوء.
إشارة
ما يزال سلوك الحجاج وعدم التزام معظمهم بالأنظمة هي المشكلة الكبرى.