الرياض - ثامر السعيد ومحمد الزهراني:
تستأنف سوق الأسهم تعاملاتها اليومية بعد فترة توقف مؤقتة بسبب إجازة عيد الأضحى بعد أن أعطت للمتداولين والمضاربين فرصة إعادة ترتيب الأوراق والتقاط الأنفاس بعيداً عن تأثير العامل النفسي الذي كان يشكّل ضغطاً معنوياً وذاتياً على نفسيات المتداولين في ظل النزول المظلي والعمودي الذي شهده السوق في الأسابيع الأربعة الأخيرة من تداولاته وكسره للقاع 6767 ومن ثمّ كسر قاع مايو 2004 والإغلاق دونه.
اتسمت تعاملات نهاية جلسة الأسبوع الأخير من التداول بطابع الخوف والترقب وسط مناطق الحيرة بإقفاله فوق حاجز الـ4437، وهو إغلاق عام 2003م وتحت حاجز الـ4900، وهو قاع مايو 2004م، حيث استمرت تعاملات الأسبوع الأخير متذبذبة داخل منطقة الحيرة المصنوعة وسط ترقب المتعاملين وحيرة المحللين والخبراء الذين كانوا يتطلعون بشغف إلى أن يقفل السوق تعاملات الأسبوع الأول من ديسمبر فوق حاجز الـ5000 لاختراق الحاجز النفسي لدى المتداولين واختراق قاع مايو الأسود أملاً في أن يتخذ السوق مساراً صاعداً لإعطاء دافع التفاؤل وعودة الثقة للمتداولين من أجل استمرارية تدفق السيولة الداخلة وتحولها إلى سيولة استثمارية بدلاً من أن تكون سيولة انتهازية أو سيولة مضاربية فقط.
وذكر المحلل الفني وخبير الأسواق المالية أحمد آل مهدي أن أداء السوق في الأسبوع الأخير كان ركيكاً ويبدو عليه طابع الحذر والخوف بسبب تزامن الإغلاق مع إجازة السوق، بالإضافة إلى ترقب إعلان الميزانية العامة وكذلك نتائج الشركات للربع الرابع.
وأشار آل مهدي إلى أن هناك عمليات بيع كانت واضحة من قبل محافظ كبيرة وهدفها الخروج اللحظي والتوجه إلى الأسواق الأوروبية والأمريكية خلال فترة توقف السوق، وهذه السيولة تعتبر سيولة هاربة لغرض الاستفادة من الأسواق المفتوحة؛ لأن هناك متداولين لا يريدون أن يتوقف السوق؛ ما يضطرهم إلى الخروج أثناء توقف السوق والرجوع إليه عند استئناف تعاملاته. مشيراً في نفس الوقت إلى أن هناك من يقوم بنفس هذه العملية خلال يومي الخميس والجمعة فقط، وهما الإجازة الأسبوعية للسوق.
وأضاف آل مهدي أن الإغلاق ما زال سلبياً كونه يقع تحت قاع مايو 2004م، مشيراً في نفس الوقت إلى أنه من الصعوبة أن يتم تحديد اتجاه السوق خلال الأسابيع القادمة؛ كونه يعيش في أسوأ فترة تمر على العالم بأسره، بالإضافة إلى أن السوق يسير بشكل أفقي، وهو ما يسمى بالحيرة، ولم تتضح معالمها إلى الآن حتى يتم اختراق 4900 أو كسر 4223 نقطة، ووقتها يستطيع المحلل أن يحدد الاتجاه حسب المعطيات وحسب الإقفالات.
وقال أحمد آل مهدي إن ما يحدث في السوق الآن ليس إلا أسلوب حيرة يصنعها صانع السوق توحي بأنه ينتظر شيئاً ما، وعادة ما يكون خبراً إيجابياً أو سلبياً، وعادة ما تسمى بفترة ترتيب الأوراق لصناعة استراتيجية جديدة محسوبة زمنياً وديناميكياً. متوقعاً أن يشهد السوق فترة مضاربية خلال الأسبوعين القادمين بسبب عودة السيولة الخارجة اضطرارياً إلى الأسواق الأوروبية والأمريكية التي شهدت ارتفاعات جيدة خلال فترة توقف السوق السعودي، التي من المحتمل أن تكون جنت أرباحها وأصبحت جاهزة للدخول من جديد إلى السوق السعودي.
يذكر أن السوق أنهى تداولات الأسبوع الأخير بمكاسب بلغت 230 نقطة أو ما يعادل 5.2%، وذلك بعد أن توقفت تحركات المؤشر عند مستوى 4.654 نقطة. وكان الأسبوع الأخير قبل إجازة عيد الأضحى المبارك شهد دعماً قوياً ظهرت آثاره على مجريات التداول ذلك الأسبوع، وخصوصاً مطلع التداولات السبت عندما قارب السوق على الإغلاق بالنسبة القصوى 10%، افتتح بعدها السوق في جلسة الأحد على اندفاع كبير قارب فيها المؤشر في أعلى مستوياته منطقة 5000 نقطة، ويعود هذا الدعم للقاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز مع إحدى الصحف الكويتية، الذي أشار فيه إلى متانة وقوة الاقتصاد السعودي، وأن الأموال السيادية للدولة في مأمن من الأزمة المالية العالمية، وأن خطط التنمية ستتم وفق المقرر لها، وإشارة خادم الحرمين الشريفين إلى أن ما يحدث الآن ما هو إلا تخوف من المواطنين من جراء ما يحدث عالمياً، وأن هذه المخاوف لا يلزمها سوى الوقت لتتلاشى.
واستطاع المؤشر بنهاية جلسة السبت أن يخرج من مساره الهابط الذي امتد منذ أواخر شهر أغسطس الماضي ليخرج منه السوق بأحجام وقيم تداول قوية تشير إلى صحة تجاوز هذا المسار، خصوصاً أن مجريات التداول الأسبوعية كاملة جرت خارج هذا المسار الهابط، وهذه إشارة إيجابية إلى تحرر السوق من مساره الهابط الذي امتد لما يقارب 4 أشهر.