Al Jazirah NewsPaper Saturday  13/12/2008 G Issue 13225
السبت 15 ذو الحجة 1429   العدد  13225
من أجل ذلك تهتم بلادنا بالموهوبين؟
عبد الله بن راشد السنيدي

الموهبة هي قدرات ذاتية وهبها الله عز وجل لبعض الأفراد في عدد من المجالات أو في مجال واحد وهي تسمى أحياناً بالعبقرية إذا كان لدى أحد الأشخاص قدرات تفوق غيره بمراحل في الإحاطة بأمر معين أو أمور مختلفة....

...والموهبة قد تكون وراثية ذاتية يرثها الشخص عن أبيه أو قريبه إذا كان ذلك الأب أو القريب موهوباً، وقد تكون مكتسبة تتكون في الشخص من واقع البيئة التي يعيش فيها أو المؤسسة العلمية التي تعلم بها وذلك بفضل مجهود ذاتي وحرص زائد قام بهما يتمثلان في الانضباط والمتابعة الدقيقة والمطالعة المستمرة وطرح الأفكار والتساؤلات المتعددة وإجراء البحوث والدراسات المتعددة.

لذا فإن تقدير أصحاب المواهب والبحث عنهم في أي مجتمع يعتبر نتيجة حتمية لمرحلة التطور التي تمر بها المجتمعات وبالذات في ظل الطفرة العلمية والتقنية وتعتبر المدرسة والنظام التعليمي المتبع هما الوسيلة الرئيسية للوصول لذوي المواهب، فلقد كان المعهود هو الندرة في مجال العبقرية وأصحاب المواهب أما في عصرنا الحاضر وبفضل أساليب الامتحانات أو الاختبارات، فإن لكل مدرسة ابتدائية أو إعدادية أو ثانوية نصيبها منها بالرغم من وجود من يخشى من عدم جدية الاختبارات أو عدالتها ولذلك فإن هؤلاء يقولون إن المواهب قد تكتشف بمقومات أخرى خارج المدرسة إلا أنه مهما قيل في أسلوب الاختبارات فإنها تبقى الوسيلة الغالبة في تحديد ذوي المواهب إلى أن يوجد بدائل لها.

لذا فإنه ينبغي الاهتمام أولاً بالمناهج التعليمية وأن تخضع لتطور مستمر يواكب التطور السريع الذي يحدث في العصر الحاضر، كما ينبغي الاهتمام بالطلاب والطالبات بصورة عامة وألا يكون هذا الاهتمام مرتبطاً بجوانب أسرية أو اجتماعية أو إقليمية، بل تكون العدالة والمساواة هما السائدتان في التعامل، كذلك ينبغي أن تكون الامتحانات موضوعية ودقيقة وهادفة وشاملة لمختلف موضوعات المادة العلمية وأن تتسم بالعدالة والمساواة سواء في وضعها أو تصحيحها أو مراجعتها ثم إعلان نتائجها، فالتميز أو الإبداع ليس مرتبطاً بموضوع معين أو توجه محدد إذ يوجد أنواع متعددة من التميز، فهناك مثلاً: نوع من النشاط العقلي يؤدي إلى اكتشاف نظرية، ونوع آخر يؤدي إلى اختراع آلة جديدة وهناك أيضاً تميز في عملية التدريس أو الفن أو الأعمال الحرفية أو العلاقات العامة.

وقد اهتم ديننا الإسلامي الحنيف بهذا الأمر كما هو دأبه فيما يحقق الرفعة للمسلمين والعدالة بينهم {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (فضل العالم على الجاهل كفضل الشمس على سائر الكواكب)، كما أن بلادنا انطلاقاً من أهمية العناية بالموهوبين أو المميزين في مجال العلم والمعرفة اهتمت بهذا الأمر فأنشأت مؤسسة على مستوى رفيع لرعايتهم والأخذ بأيديهم ومساعدتهم لتحقيق أهدافهم وإبداعاتهم هي (مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين) بالأمر الملكي رقم (أ/109) في 13- 5-1420هـ التي عدل مسماها إلى (مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع) التي يرأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - التي تهدف إلى توفير ما يساعد على الكشف عن الموهوبين ورعايتهم ودعمهم وأسرهم لتمكينهم من تنمية مواهبهم وقدراتهم وتنمية واستثمار الاختراعات والابتكارات، وتتعدد المنح التي تقدمها المؤسسة للموهوبين من منح دراسية لمساعدتهم على إكمال دراستهم الجامعية والعليا، ومنح بحثية لتمكينهم من إجراء الأبحاث في المجالات العلمية، ومنح تدريبية لصقل المواهب في مراكز تدريبية مناسبة، ومنح ابتكار لمساعدتهم على تحقيق الاختراعات المفيدة.

وفي هذا الإطار قامت المؤسسة بتنظيم لقاءات للمخترعين السعوديين في مجال حماية المخترعات وحقوق الملكية الفكرية، وعرض مخترعات وابتكارات الموهوبين السعوديين والربط بينهم وبين المستثمرين لما فيه مصلحتهما، وفي مجال تشجيع الموهوبين خصصت المؤسسة جائزة سنوية للإبداع العلمي للذكور والإناث فيما لا يجاوز سن (25) سنة وقد قسمت هذه الجائزة على ثلاث فئات عمرية الأولى من سن (13) حتى سن (15) وجائزتها (40) ألف ريال للفائز الأول و(35) ألف ريال للفائز الثاني و(30) ألف ريال للفائز الثالث، والفئة الثانية من سن (16) سنة حتى سن (18) سنة وجائزتها (50) ألف ريال للفائز الأول و(45) ألف ريال للفائز الثاني و(40) ألف ريال للفائز الثالث، أما الفئة الثالثة من سن (19) سنة حتى سن (25) سنة وجائزتها (70) ألف ريال للفائز الأول و(65) ألف ريال للفائز الثاني و(60) ألف ريال للفائز الثالث.

وإضافة لذلك فإن للمؤسسة إنجازات أخرى كإقامة المحاضرات والندوات في مجال الموهبة ونشر الكتب والمطبوعات في هذا المجال وعقد الندوات التلفزيونية والإذاعية والصحفية حول الموهبة والموهوبين وإصدار مجلة (موهبة) الوحيدة من نوعها عربياً ودعم مراكز رعاية الموهوبين، كما أن هذه المؤسسة لم تهمل دور المرأة، فقد أشركتها في كافة نشاطاتها وتم تكوين لجنة نسائية لهذا الخصوص.

ومن ناحية أخرى حددت المؤسسة وكخطوة أولى لرعاية الموهوبين بعضاً من صفاتهم التي يمكن عن طريقها التعرف عليهم ومنها ما يلي:

- حب الاستطلاع والتعبير عن الرأي وتقبل النقد.

- سرعة في البديهة والتأثر وسعة في الخيال وتذوق الجمال مع رفاهية في الحس وجياشة في العاطفة وانسجام مع الآخرين.

- ثقة بالنفس ومرونة في التفكير وحصيلة في المعلومات وزيادة في القراءات.

وتتفق المؤسسة بأن المدرسة لها دور في اكتشاف الموهوبين بالإضافة إلى دور الوالدين في هذا المجال والمعايير التي تستخدم لقياس القدرات العقلية والأعمال المتميزة في مجال الفكر والابتكار التي يفرض بعض الموهوبين أنفسهم في الميدان عن طريقها.

فاكس: 4032285-01



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد